ومن إملائه علي ما رواه بإسناده: أن أعرابيا قال بحضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا أرحم الراحمين.. يا أرحم الراحمين. (ثلاثا)(1) فتبسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى بدت نواجذه، فقال الأعرابي: أراك تهزأ بي يا حسن الوجه.
فقال صلى الله عليه وآله وسلم :((معاذ الله ، لكنك لما قلت: يا أرحم الراحمين فتحت أبواب السماء، وقلت الثانية: يا أرحم الراحمين فتبادرت الملائكة لها، وفتحت أبواب السماء كلها، فقلت الثالثة: يا أرحم الراحمين، فاهتز العرش، (فقال)(2) الرب جل وعز: يا ملائكتي، أشهدكم أني قد غفرت لقائلها، وأدخلته في سعة رحمتي))(3).
ومن دعائه رحمه الله تعالى(4):
( اللهم آنسني يوم الوحدة، والطف بي (في)(5) يوم الشدة، اعطف علي بحلمك، ولا تؤاخذني لضعفي يا كريم).
وأدعيته(رضي الله عنه)(6) كثيرة، وكان يعتمد على المروية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في مجموع ابن عزيز وغيره، ولكني ذكرت ما كان يدعوبه وهو غريب.
وأما مكاتباته إلى إخوانه فمنها ما كتب إلي بخط يده:
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم: من العبد العاصي الخاطئ، إلى أخيه الغافل اللاهي عما نحن إليه نعود من ضيق اللحود، واليوم الموعود، وشاهد ومشهود، (و) (7) شهادة الجلود على أهل المعاصي وأهل الجحود، فنسأل من جلت عظمته أن ينجينا من شر هذا ومن النار ذات الوقود، بمحمد وآله، والسلام عليك ياأخي يا يحيى، وقرت عيني من قلب (بك)(8) مشغول، وبسيف الذنوب مقتول، وبقيد الخطايا مكبول.
Page 265