177

Silat Ikhwan

صلة الإخوان(بالحواشي الكامة)

Genres

إن كنت بالغيب عن عيني محتجبا ومما نقلته من خطه حفظه الله: من عابد زمانه، وأويس أوانه (سليمان)(1) بن محمد البوسي الصنعاني، وكان رجلا صالحا، ترك الدنيا مع الغنى، ولبس الشعر، وسكن في القبور، وطال عمره في الزهد والعبادة والفقر والافتقار، وكان دأبه إذا دخل المدينة يلتقط القراطيس المكتوبة من الأسواق والأزقة ويدعها في بيت حتى امتلأ منها، وأوصى ببيته لمن يلتقط القراطيس إلى الآن، وأنفق جزءا من ماله أتخذ منه طرزا في محاريب الجامع والمساجد بلا إله إلا الله محمد رسول الله، وبطرف يرويه في فضل أهل البيت عليهم السلام وهو:

فقال من أنت ؟ قلت أنتا

وكل ملك فنت أنتا

وليس حيث بحيث (أتا) (2)

فيعلم الوهم كيف أنتا

فنى فناي ودمت أنتا

وفي فيناي وجدت أنتا

وحيثما كنت كنت أنتا

بقلبي وجلالك بروحي

لك بكلي فأين تغيب ... رأيت ربي بعين قلبي

أنت الذي حزت كل جود

فأين لا أين منك كلا

وليس للوهم فيك وهم

أشار سري إليك حتى

ففي فناي فنى فناي

خيال عيني سرور قلبي

وذكرك بفمي وحبك

وجمالك بعقلي وكما

ومما قاله إبراهيم رحمه الله تعالى:

مقل فقير سائل متطلع

ذليل عليك قلبه متقطع

إليك فمالي في سوائك مطمع

إلي فقلبي مستهام مفجع

ودمعي مسفوح وقلبي مروع

أشد بلاء الخائفين وأوجع

فياليت شعري كيف عبدك يرجع ... ببابك عبد واقف متضرع

حزين كئيب من جلالك مطرق

أنا الضارع المسكين ممدوة يدي

أغثني أغثني من علاك بنظرة

فؤادي محزون ونومي مشرد

فلا تبلني بالبعد منك فإنه

اذا رجع القصاد منك بسؤلهم

Page 259