============================================================
أما بعد : فالحمد لله فاتح المغالق ، وناصر أهل الحقائق ، ذى الطول السابق، والوعد الصادق ، والحمل بأسه وسطوته بكل منابذ لأوليائه مفارق ، وباغ عليهم منافق ، الذى يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ، مديل الطاغين (1) ، ومزيل العاصين ، وولى المؤمنين ، وجاعل العاقبة للمتقين ، القاضى للأمة من عترة رسوله - عليه السلام - بخير ما قضى به لاحد من أهل بيت النبيين ، وعترة المسلين ، ومختصهم من نعمه بما يعجز عن وصفه الواصفون ، القائل وقوله الحق: ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرتها عبادى الصالحون .4105-2 حمده أميرالمؤمنين حمدمن أجزل لديه صنيعته، وحفظ في (22) آبائهالطاهرين وديعته ، وأعلى حز به وشيعته ، ويسأله أن يصلى على جده محمد خير رسول نزع بامته
سه من السمات البهيمية ، وركبهم فى الصور الروحانية ، ونفعهم بالأسماع والأبصار ، 0 انقذهم وكانوا على شفا حفرة من النار ، صلى الله عليه وعلى أخيه أبينا أمير المؤمنين على بن أبيطالب،ترجمان تبزيله ، وباب جكمته وتأويله ، الكاشف لحقائق الإيمان، والقاطع لدابرأهل البغى والعدوان ، وعلى الأيمة من آلهما أعلام الدين والشهداء على العالمين ، وسلم تسليما . وإنه عرض بجضرة أمير المؤمنين كتابان وردا منك : أجدهما صدر عنك من صنعاء (ب) ، بتاريخ شعبان من سنة خمس وخمسين وأربعمائة والآخر من مدينة الهجر(ت) ، بتاريخ شوال من هذه السنة ، يتضمن الأول منهما .
ذكر ما انتهى اليك عند قفولك من مكة - حرسها الله - من حال الخارجىء الذى استغواه شيطانه ، ودعاه إلى مصرعه (23) حينه وخذلانه ، وقيامه فى قبائل مذ حج والنخع وعبس فانطق لسان الغى ، ودعا دعوة الإفك والبغى ، واستعصم بحصون تلك 4 القبائل ، وأنسى أن الله فوق المعاقل ، وماكان من دلوفك اليه فى حزبالله المفلحين،
(1) في الأصل . الطائعين .
(ب) هي حاضرة المن .
رت) لعلها مدينة اهجر، عاصمة بلاد البحرين .
Page 39