منهم تحدرت ومني تلقيت الحياة، ضربة منك وهي الأولى عادلت جميع ضرباتي ونمت عن صدق حميتك، واتقاد عزيمتك، فبلغتك في أول بلاء غاية شهرتي، يا ركن شيخوختي ويا ذروة سعدي، المس هذه اللمة البيضاء التي أعدت إليها كرامتها. تعال قبل هذا العارض واعرف المكان الذي نضحت عنه فمحوت أثر الوصمة منه.
دن لذريق :
ذلك الشرف إليك مرجعه، إنني لسليلك وربيب نعمتك وما كنت لأفعل أقل مما فعلت، فأنا مغتبط بما أرضاك عني ويزيد اغتباطي أن ضربتي الأولى قد أعجبت من أحسن إلي بالحياة. ولكن أجز لي بين مسراتك - ولا تأخذك الغيرة - أن أجسر وأنفس من كربتي، وأذن ليأسي أن ينطلق من مكمنه ما جهدت في كلامك من تهوينه علي، ما بي من ندم على ما قدمت من خدمتك، ولكن أعد إلي النعيم الذي سلبته مني هذه الفتكة، تسلح ساعدي لثأرك ولم يعقه غرامي، فضرب الضربة وقد آب منها بفخار، ولكنه أودى بنفسي، فلا تزدني حديثا. قد خسرت من أجلك كل شيء، وكل ما كنت به مدينا لك قد رددته عليك.
دن دياج :
أرفع إلى غاية أسمى آية ظفرك، أعطيتك الحياة وأعدت إلي الشرف، فبقدر ما يفضل شرفي الحياة عندي رجح فضلك علي اليوم فضلي عليك بالأمس، فأحر بك أن تستأصل هذه النزعات الضعيفة من قلبك النبيل، ليس لنا إلا شرف واحد. أما المعشوقات فما أكثرهن، إنما الحب متاع ولكن الشرف واجب مقضي.
دن لذريق :
ويحي، ما تقول؟
دن دياج :
أقول ما ترغب في معرفته.
دن لذريق :
Unknown page