أملك يغريك، وألمك مستعذب، ولكن لذريق ليس بأهل لك.
بنت الملك :
أعلم ذلك فوق ما تعلمين، ولكن إذا كان خفري لم يعصمني منه فتبيني كيف يسطو الغرام على القلب الذي يملكه.
إذا خرج لذريق منتصرا من هذه المبارزة، وإذا سقط هذا الغطريف بآية من بأسه جاز لي أن أكترث لشأنه وأن أحبه بلا تورع، فما الذي يمتنع عليه، وقد تغلب على الكنت؟ يخيل إلي عندئذ أنه لو صال أدنى صولاته لدانت له الممالك بأسرها. ويهيئ لي غرامي منذ الساعة أنني أراه جالسا على عرش غرناطة يستعبد المغاربة، ويعبدونه خاشعين، وأن الأراغون ستتلقاه فاتحا، وأن البرتغال ستوليه قيادها، وأن أيامه الغراء ستمد إلى ما وراء البحار جاهه وسلطانه، وتسقى بدماء أعدائه أكاليل غاره. وعلى الجملة فكل ما قالوه عن أشهر الغزاة أرقبه من لذريق بعد فوزه، وأجعل معه كلفي به فخرا لي وذخرا.
ليونورة :
ولكن يا سيدتي تبصري إلى أين ترفعين مقامه على أثر مبارزة لعلها لم تحدث.
بنت الملك :
لذريق مساء إليه ... والكنت هو المسيء وقد خرجا معا ... أبعد هذا جواب على سؤال؟
ليونورة :
ليكن يا مولاتي أنهما يقتتلان كما تشائين، ولكن هل يدرك لذريق عملا ما بلغته إليه أملا؟
Unknown page