Shuhada Tacassub
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Genres
فقال الأمير: لو أن سيفي يكفي للدفاع عن كاترين دي مدسيس لقدمته لها راضيا مسرورا، ولكن ماذا يفعل سيفي في لقاء جيش الدوق دي جيز؟
قال ترولوس: ليس للملكة الآن من يدافع عنها!
أجاب الأمير: إني مثلها يا ترولوس، أجمع جنودي، ولكنني لا أدري متى أجمعهم وأقاوم بهم أعداء الملك.
قال ترولوس: لقد أمرتني الملكة يا سيدي ألا أفارقك، وأن أرجع بك إليها إلى فونتنبلو من غير إمهال.
فأطرق الأمير هنيهة، ثم رفع رأسه، وقال: إني عازم على الدفاع عن الملكة، وذلك من واجباتي. ثم خفض صوته، وقال: بل من مصلحتي.
قال ترولوس: إن الملكة لا ترجو المساعدة من أحد سواك. - ولكنني لا أستطيع الارتحال عن باريس من غير سبب معقول، بينما الدوق ينوي القدوم إليها. - هل يتجرأ الدوق على ذلك؟
أجاب الأمير: إن ولاية الملك قد انتزعت من يد الملكة يا ترولوس، وصارت إلى يد حزب الدوق دي جيز، وسوف ترى دخوله غدا إلى باريس، فلست أريد أن يقال إني فررت منه. والآن قل لي هل تكذب في سبيل هناء الملكة؟
قال: بل أقدم على كل شيء في ذلك السبيل.
قال: إن أخي الكردينال حاكم باريس، وهو رجل جبان ينقاد إلى آل جيز انقياد خائف، فاذهب والقه، وقل له إن الملكة أرسلتك إليه ليأمرني ويأمر الدوق دي جيز من قبلها بالرجوع سريعا إلى البلاط، وسوف يرفض الدوق. أما أنا فأطيع، وفي ذلك مصلحتنا.
قال ترولوس: ألا يمكن الفوز بجيش من الأشراف؟
Unknown page