Sudur al-ʿuqud fi taʾrih al-ʿuhud
شذور العقود في تأريخ العهود
Genres
لقال: ما عزمت إلا على ما قد يثست منه، فهات الأموال التي تفك رقبتك. قال : قل ما شئت. قال: اريد عشرة (آلاف] (1) ألف دينار. نقال: والله إنك تستحق ملك الروم إذ وهبت لي نفسي، ولكن قد أنفقت من أموال الروم أحد عشر ألف ألف دينار منذ ؤليت عليهم في تجريد الحروب، ولولا هذا ما ستكثرت شيئا تقترحه.
فاستقر الأمر على ألف ألف وخمسماية الف دينار، وفي الهدنة على ثلاثمائة وستين ألف دينار كل سنة، ثم قال: إذا كنت قد مثنت علي فعجل تسريحي تبل أن تنصب الروم ملكا غيري، ولا يمكنني أن افي بشيء مما ذلته. فقال السلطان: اريد أن تعيد أنطاكية والرها ومنبج؛ فإنها أخذت من المسلمين عن لقريب](2)، وتطلق أسارى المسلمين. فقال : إذا رجعت إلى ملكي؛ فأنفذ إلى كل موضع منها عسكرا رحاصرها؛ لاتوصل إلى تسليمها فاما [اني] (3) أبتدئ بذلك فإنه لا يقبل مني ، والأسارى فأنا أطلقهم . فتقدم السلطان بأن عقدت له راية عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله، فرفعها على راسه وشيعه نحو فرسخ.
قال المؤلف لهذا الكتاب: وهذا الفتح في الإسلام لم يكن له نظير، فإن القوم اجتمعوا ليزيلوا الإسلام، وقالوا: لا بد أن ثشتي بالري، ونصيف بالعراق، ونأخذ في عودنا بلاد الشام ، وكان ملك الروم قد حدثته نفسه بالمسير الى السلطان، [ق25/ أ] وأقطع البطارقة البلاد الإسلامية حتى قال لمن أقطعه بغداد: لا تتعرض لذلك الشيخ الصالح فإنه صديقنا ، يعني: الخليفة.
وفي هذه السنة توفي ابو بكر الخطيب (4) .
Page 269