Shucur Bi Cur

al-Safadi d. 764 AH
182

Shucur Bi Cur

الشعور بالعور

Investigator

الدكتور عبد الرزاق حسين

Publisher

دار عمار-عمان

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٩هـ - ١٩٨٨هـ

Publisher Location

الأردن

وَابعث إِلَى مُعَاوِيَة بعهده على الشَّام حَتَّى تلْزمهُ طَاعَتك فَإِذا اسْتَقَرَّتْ لَك الْخلَافَة فأدرها كَيفَ شِئْت بِرَأْيِك فَقَالَ عَليّ أما طَلْحَة وَالزُّبَيْر فسأرى رَأْيِي فيهمَا وَأما مُعَاوِيَة فَلَا وَالله لَا يراني الله مُسْتَعْملا لَهُ مستعينا بِهِ على حَاله وَلَكِنِّي ادعوهُ للدخول فِيمَا دخل فِيهِ الْمُسلمُونَ فَإِن أَبى حاكمته إِلَى الله تَعَالَى فَانْصَرف الْمُغيرَة مغضبا وَلما كَانَ من الْغَد اتاه فَقَالَ يَا امير الْمُؤمنِينَ نظرت فِيمَا قلت لَك بالامس وَمَا جاوبتني بِهِ فَرَأَيْت انك قد وقفت للخير وَطلب الْحق ثمَّ خرج عَنهُ فَلَقِيَهُ الْحسن وَهُوَ خَارج فَقَالَ لِأَبِيهِ مَا قَالَ لَك هَذَا الْأَعْوَر قَالَ اتاني امس بِكَذَا واتاني الْيَوْم بِكَذَا فَقَالَ نصحك الله امس وخدعك الْيَوْم فَقَالَ لَهُ عَليّ أَن اقررت مُعَاوِيَة على مَا فِي يَده كنت متخذ المضلين عضدا وَقَالَ الْمُغيرَة فِي ذَلِك (نصحت عليا فِي ابْن هِنْد نصيحة ... فَرد فَلَا يسمع لَهَا الدَّهْر ثَانِيَة) (وَقلت لَهُ ارسل اليه بعهده ... على الشَّام حَتَّى يسْتَقرّ مُعَاوِيَة) (وَيعلم أهل الشَّام أَن قد ملكته ... فَأم ابْن هِنْد ذَلِك هاوية) (وتحكم فِيهِ مَا تُرِيدُ فَإِنَّهُ ... لداهية فارفق بِهِ وَابْن داهية) (فَلم يقبل النصح الَّذِي حبيته بِهِ ... وَكَانَت لَهُ تِلْكَ النَّصِيحَة كَافِيَة) والمغيرة أول من حَيا عمر بن الْخطاب بأمير الْمُؤمنِينَ وَهُوَ أول من خضب بِالسَّوَادِ فِي الْإِسْلَام وَحكى عَن الشّعبِيّ قَالَ قَالَ الْمُغيرَة أول مَا عَرفتنِي الْعَرَب بالدهاء والحزم أَنِّي كنت فِي ركب من قومِي فِي طَرِيق لنا إِلَى الْحيرَة فَقَالُوا قد اشتهينا الْخمْرَة وَمَا مَعنا إِلَّا دِرْهَم زائف فَقلت هاتوه وهلموا زقين فَقَالُوا وَمَا يَكْفِيك بدرهم زائف زق وَاحِد فَقلت اعطوني مَا طلبت وخلاكم ذمّ فَفَعَلُوا وهم

1 / 219