وما دمنا قد أشرنا إلى الإيحاء وتأثيره فلا بد من كلمة عن لغة الشعر. وخيرها عندي ما ناسب المقام لفظا وجرسا بحيث يكون اللفظ والمعنى وحدة متماسكة في تأدية الإحساس الشعري ونقله إليك، ولذلك أوثر في كل بيئة الموسيقية الشعرية التي توافق روحها. ويعلم القراء أني لست من أنصار اللهجة العامية، ولكني أرتاح إلى تمصير العربية أو تعريب المصرية بحيث يظهر في أدبنا المصري روح هذا الوطن الرقيق الوديع الذي يمثله شعر البهاء زهير أصدق تمثيل، وقد يمثله شعر ابن قلاقس وابن النبيه وابن نباتة أحيانا . وأما الرجوع بنا إلى لهجة العصر الأموي والعصر العباسي فليس من التجديد ولا من إنصاف بيئتنا في شيء. وأرى بيئتنا المصرية الحاضرة متفرنجة فلا يمكن تجريد شعرنا العصري من روح التفرنج، ولن يخاف ذلك إلا كل متصنع يحتمي - خداعا أو جهلا منه بفلسفة الشعر - وراء الغيرة على اللغة، حينما هو يسيء بذلك إلى لغته وشعره.
شعر الديوان
الشعلة
أيشعل نيران التطاحن غاشم
ويغفل عن نشر الحقيقة عالم؟
هلم يراعي! ولتكن أنت شعلة
تضيء سبيل الرشد فالرشد ناقم
لقد كثر العمي الذين تهافتوا
على أن يشقوا النهج والنهج قاتم
ولو أنهم أعطوا الضياء تعثروا
Unknown page