Shucara Nasraniyya
شعراء النصرانية
Publisher
مطبعة الآباء المرسلين اليسوعيين، بيروت
Publication Year
1890 م
Genres
وإلا دفعت إليك كل أسير من بني تميم بنجران فاشتريت به أخاك. قال: هذا الرضا. فأرسل يزيد إلى قيس بن عصام بهذه الأبيات (من البسيط) :
يا قيس أرسل أسيرا من بني جشم ... إني بكل الذي تأتي به جازي
لا تأمن الدهر إن تشجي بغصته ... فاختر لنفسك احمادي واعزازي
فافكك أخا منقر عنه وقل حسنا ... فيما سئلت وعقبه بإنجاز
(قال) وبعث بالأبيات رسولا إلى قيس بن عاصم فأنشده إياها ثم قال: يا أبا علي إن يزيد بن عبد المدان يقرأ عليك السلام ويقول لك: إن المعروف قروض ومع اليوم غد فأطلق لي هذا الجشمي فقد استعان بإشراف بني جشم وبعمرو بن معدي كرب وبمكشوح بن مراد فلم يصب عندهم حاجته فاستجار بي ولو أرسلت إلي في جميع أسارى مضر بنجران لقضيت حقك. فقال قيس بن عاصم لمن حضره من بني تميم: هذا رسول يزيد بن عبد المدان سيد مذحج وابن سيدها ومن لا يزال له فيكم يد وهذه فرصة لكم فما ترون. قالوا: نرى أن تغليه عليه ونحكم فيه شططا فإنه لن يخذله أبدا ولو أتى ثمنه على ماله. فقال قيس: بئسما رأيتم أما تخافون سجال الحروب ودول الأيام ومجازاة القروض . فلما أبوا عليه قال: بيعونيه. فاغلوه عليه. فتركه في أيديهم وكان أسيرا في يد رجل من بني سعد وبعث إلى يزيد فاعلمه بما جرى وأعلمه أن الأسير لو كان في يده أو في يد منقر لأخذه وبعث به ولكنه في يد رجل من بني سعد. فأرسل يزيد إلى السعدي يزيد بن عبد المدان. فقال له: احتكم. فقال: مائة ناقة ورعاؤها. فقال له يزيد: إنك لقصير الهمة قريب الغنى جاهل بأخطار بني الحارث أما والله لقد غبنتك يا أخا بني سعد ولقد كنت أخاف أن يأتي ثمنه على جل أموالنا. ولكنكم عنده بنجران.
وقال ابن الكلبي: أغار عبد المدان على هوازن يوم السلف في جماعة من بني الحارث بن كعب وكانت حمية على بني عامر خاصة فلما التقى القوم حمل على يزيد بن معاوية النمري فصرعه وثنى بطفيل بن مالك فآجره الرمح وطار به فرسه قرزل فنجا واستحر القتل في بني عامر وتبعت خيل بن يالحارث من انهزم من بني عامر. وفي هذه الخيل عميرة ومعقل
Page 86