Shuʿarāʾ al-naṣrāniyya
شعراء النصرانية
Publisher
مطبعة الآباء المرسلين اليسوعيين، بيروت
Publication Year
1890 م
Genres
بنو جنية ولدت سيوفا ... صوارم كلها ذكر صنيع
وجارتهم حصان ما تزنى ... وطاعمة الشتاء فما تجوع
شرى ودي وتكرمتي جميعا ... لآخر غالب أبدا ربيع
ويروى عن أبي صالح أنه قال: أخبرنا أبو المنذر عن أبيه قال: وفد أوس بن حارثة بن لأم الطائي وحاتم بن عبد الله مع ناس من العرب على النعمان بن المنذر بالحيرة. فقال لإياس بن قبيصة: الطائي الغوثي ثم الطائي أيهما أفضل. قال: أبيت اللعن إني من أحدهما ولكن سلهما عن أحدهما يجيبانك. فدخل عليه أوس فقال: أنت أفضل أم حاتم. قال: أبيت اللعن لو كنت أنا وولدي لحاتم لأنهبنا غداة واحدة. ثم دخل عليه حاتم فقال: يا حاتم أنت أفضل أم أوس. فقال: أبيت اللعن لشر أوس خير مني. فنفل كلا منهما مائة من الإبل.
وبروايتهم عن ابن الكلبي قال: أسرت بنو القذان من غنزة كعب بن مامة الأيادي وحاتم طيىء والحارث بن ظالم. وكان أسر حاتما رجلان عمرو وأبو عمرو فأطلقاه على الثواب فلم يأتياه مخافة أن يأتيا طيئا فتأسرهما. فقال:
لعمرو أبي عمرو وعمرو كليهما ... لقد حرما من حاتم خير حاتم
وروى أبو صالح عن بعض أهل العلم. أنه تذاكر فتية في الكوفة السؤدد. فأشكل عليهم. فتجمعوا وأتوا عدي بن حاتم. فدعا لهم بتمر ولبن. فأكلوا ثم قال: سألتم عن السؤدد. قالوا: نعم. قال: السيد فينا المنخدع في ماله. الذليل في عرضه. المطرح لحقده. المتعاهد لعامته.
وقال أبو صالح أنشدت لحاتم (من البسيط) :
ولا أزرف ضيفي إن تأوبني ... ولا أداني له ما ليس بالداني
له المواساة عندي إن تأوبني ... وكل زاد وإن أبقيته فإني
ويروى عن أبي صالح: إن حاتما أوصى عند موته فقال: إني أعهدكم من نفسي بثلاث. ما خاتلت جارة لي قط أراودها عن نفسها. ولا أؤتمنت على أمانة إلا قضيتها. ولا أتي أحد من قبلي بسوءة أو قال بسوء.
وكان حاتم رجلا طويل الصمت. وكان يقول: إذا كان الشيء يكفيكه الترك فاتركه.
Page 123