192

Sharḥ Manẓūmat al-Tafsīr

شرح منظومة التفسير

Genres

لا يمكن أن يكون اضطراريًا لا يمكن أن يكون الابتداء اضطراريّا وإنما لا يكون إلا اختياريًا أنت الذي تختار أن تقرأ، لكن الوقف إنما يكون اضطراريًّا تقرأ فيأتيك سعال فتقف لكن الابتداء تبدأ ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ... [الفاتحة: ٢] بدأت ثم وقفت بالاختيار إذا أنت مختار في الابتداء وأنت مختار في هذا المثال بالوقف، وأما الابتداء لا يكون إلا اختياريًا لأنه ليس كالوقف تدعو إليه ضرورة فلا يجوز إلا بمستقلٍ بالمعنى موفٍ بالمقصود حينئذٍ لا يتجه إلا بماذا؟ إلا بما يؤدي معنى المقصود فيأتي يقرأ الآية من أولها ﴿لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ﴾ [المائدة:٧٣] ولا يأتي يبدأ أول ما يقرأ ﴿إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ﴾ [المائدة:٧٣] لا يجوز هذا، يجوز؟ لا يجوز أن يبتدئ بهذا، إذًا لا يجوز أن يبتدئ ولو قيل بأنه اختياري لا يجوز أن يبتدئ إلا بما يكون مستقلًا بالمعنى يعني لا يأت يبتدئ بكلمة تكون هذه الكلمة بمتوسط آية مثلًا ولها تعلقٌ بما قبلها في المعنى أو في اللفظ الذي هو الإعراب إلا بمستقلٍ بالمعنى موفٍ بالمقصود، وبعضهم قسمه لأربعة أقسام كالوقف فجعله تامًا وكافيًا وحسنًا وقبيحًا، لكن المشهور أن التقسيم هذا خاصٌ بالوقف ولذلك أمثلته عسيرة في الابتداء، وأما الوقف فأمره واضح قال ﵀: (الوَقْفُ وَالِابتِدَاءُ)
والابْتِدا بِهَمْزِ وَصْلٍ قَدْ فَشَا ... وحُكْمُهُ عِنْدَهُمُ كَمَا تَشَا
مِنْ قُبْحٍ او مِنْ حُسْنٍ اوْ تَمَامِ ... أَوِ كْتِفَا بِحَسَبِ المَقَامِ
وبِالسُّكُونِ قِفْ عَلَى المُحَرَّكَةْ ... وزِيْدَ الاشْمَامُ لِضَمِّ الحَرَكَةْ
والرَّوْمُ فيهِ مِثْلُ كَسْرٍ أُصِّلاَ ... والفَتْحُ ذَانِ عَنْهُ حَتْمًا حُظِلاَ
والرَّوْمُ فيهِ مِثْلُ كَسْرٍ أُصِّلاَ)، (مِثْلُ) بالضم.
في الها الَّتِي بالتَّاءِ رَسْمًَا خُلْفُ ... وَوَيْكَأَنَّ لِلكِسَائِيْ وَقْفُ
مِنْهَا عَلَى اليَا وأَبُو عَمْرٍو عَلَى ... كَافٍ لَهَا وَغَيْرُهُمْ قَدْ حَمَلا
وَوَقَفُوا بِلامِ نَحْوِ ﴿مَالِ ... هَذا الرَّسُولِ﴾ ما عَدَا المَوَالِيْ
السَّابِقِيْنَ فَعَلَى مَا وَقَفُوا ... وَشِبْهِ ذَا المِثَالِ نَحْوَهُ قِفُوا

9 / 7