241

Kitāb Shifāʾ al-Awām

كتاب شفاء الأوام

Genres

(خبر) معاوية بن الحكم السلمي أنه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعطس رجل فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أماه ما لي أراكم تنظرون إلي وأنا أصلي، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم يصمتونني فلما قضى رسول الله صلاته قال: بأبي وأمي ما رأيت قبله ولا بعده أحسن تعليما منه والله ما كهرني ولا سبني ولا ضربني ولكنه قال: ((إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما الصلاة التسبيح، والتحميد، وقراءة القرآن)) ولم يفصل بين الساهي والعامد فهو على العموم، والكهر بالراء الانتهار، وقرأ ابن مسعود فأما اليتيم فلا تكهر، فإن قيل لم لم يأمره بالإعادة، قلنا: لا دلالة على وجوب الإعادة على من لم يبلغه تحريم الكلام في الصلاة، وكان الأصل في ذلك الوقت إباحة الكلام فيها، يدل على ذلك.

(خبر) وهو ما رواه أبو هريرة قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إحدى صلاتي العشاء فسلم في الركعتين، ثم أسند إلى جذع في المسجد وخرج سرعان الناس وهم يقولون: قصرت الصلاة، فقال ذو اليدين: يا رسول الله، أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال: ((لم تقصر ولم أنس)) فقال: بل نسيت، فقال: ((كل ذلك لم يكن)) ثم أقبل على أبي بكر وعمر، فقال: أحق ما يقول ذو اليدين؟ فقالا: نعم، ثم عاد إلى مكانه وأتم الصلاة، فدل ذلك على أن الأقوال والأفعال كانت مباحة في الصلاة، يزيده وضوحا.

Page 242