باب النفاس
النفاس ولادة المرأة، والمعنى أنه اسم لما يتنفس من الدم عند الولادة، يقال: نفست المرأة نفاسا ونفست فهي نفساء ومنفوسة، والمنفوس المولود، يقال: عرفت ذلك قبل أن تنفس أي تولد، وفي الحديث ما نفس منفوسة إلا وقد كتب أجلها ورزقها، قال:
كما سقط المنفوس بين القوابل
ويقال عليه بالشيء نفساة إذا حسده عليه، وتنفس الصبح إذا بدأ، قال تعالى:{والصبح إذا تنفس}[التكوير:18] وتنافسوا في الشيء إذا رغب كل واحد منهم فيه، قال تعالى:{فليتنافس المتنافسون}[المطففين:26] فإذا ثبت ذلك، فاختلف علماؤنا رحمهم الله في المرأة إذا ولدت ولم تر دما هل تكون نفساء أم لا؟ فقال السيد أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله: لا تكون نفساء، ومعناه أن لا يجب عليها أن تغتسل.
(خبر) وروي أن امرأة ولدت على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم تر نفاسا فسميت ذات الحفوف، وروى لي من أثق به وهو حي القاضي الطاهر حسن بن علي الثعلبي الجنبي رحمه الله أن ذلك قد وقع في حقل صعدة في زماننا وهو أن امرأة من نساء بني مالك ولدت ولم تر دما بل وقع ما لين المحل وتضمخ به المنفوس ماء.
(خبر) وروي عن أنس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((تقعد النفساء أربعين يوما إلا أن ترى الطهر قبل ذلك)).
(خبر) وروى محمد بن عبدالله، عن زيد بن علي عليهم السلام عن مسة الأزدية قالت: قلنا لأم سلمة هل كنتم سألتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن النفساء كم تجلس في نفاسها؟ قالت: نعم سألناه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((تجلس أربعين ليلة إلا أن ترى الطهر قبل ذلك)).
(خبر) وروي أيضا عن مسة الأزدية، عن أم سلمة قالت: كانت النفساء يجلسن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربعين يوما، وكنا نطلي وجوهنا بالورس من الكلف.
Page 123