وإما بتخلخل وانبساط لا يقف. وهذا يستحيل ، لأنه يحتاج كل متخلخل أن يتخلخل فى جزء (1) خلاء أو ملاء ، (2) وكل ذلك متناه كما قد علمت. والخلاء خاصة لا وجود له ، ولأنه لا يجوز أن يكون حركة تقتضى جهة إلا ولها حد.
* [الفصل التاسع] ط فصل * فى تبيين دخول ما لا يتناهى فى الوجود وغير دخوله فيه وفى نقض (4) حجج من قال بوجود ما لا يتناهى بالفعل
وإذ قد تبين (5) هذا كله ، فبالحرى أن نعلم أن كيف يمكن أن يكون لما لا يتناهى فى انقسام الجزء ، وفى تزيد العدد ، وفيما يجرى مجرى ذلك وجود. فنقول : إن (6) قولنا ما لا نهاية له ، تارة يتناول الأمور التي توصف بذلك وتارة يعنى بها (7) نفس حقيقة غير المتناهى. كما إذا قلنا : هو عشرون ذراعا ، فتارة نعنى الخشبة التي هى عشرون ذراعا ، وتارة يعنى به (8) طبيعة هذه الكمية. وأيضا نقول لنفس هذه الطبيعة إنها لا تتناهى ونعنى بذلك إنها بحيث أى شيء منها أخذت ، وجدت منه موجودا من خارج من غير تكرير. ونقول ذلك ، ونعنى به أنها لم تصل عند حد تقف عليه فتتناهى عنده. فإذن هى غير متناهية بعد ، أى غير واصلة إلى نهاية (9) الموقف (10). فأما الأمور التي يقال لها إنها غير متناهية من الطبائع التي ذكرناها ، فصحيح أن نقول (11) إنها موجودة فى القوة (12) لا الجملة ، بل كل واحد.
فتكون الأمور التي لا نهاية لعددها كل واحد واحد (13) منها (14) موجودا فى القوة ، والكل بما هو كل غير موجود
Page 219