وأما قول القائل إن الضوء واللمعان أيضا ليس إلا ظهور اللون ثم قوله فى الأشياء اللامعة فى الليل ما قاله فيبطل بأن السراج والقمر كثيرا ما يبطلان لمعان تلك ويظهران ألوانها فيجب أن يكون نور السراج أشد ظهور لون، فيجب أن يكون أيضا ما يصير بالسراج فظاهر اللون لا يرى له فى الظلمة لون، والأمر ليس كذلك، فإن اللامعات ترى أيضا لونها بالليل كما ترى بريقها، فليس ما قالوه بحق، وأما القائل إن للشمس والكواكب ألوانا وإن الضوء يخفى لونها فيشبه أن يكون الحق أن بعض الأشياء يكون له فى ذاته لون، فإذا أضاء اشتدت إضاءته حتى تبهر البصر فلم يميز اللون، ومنه ما يكون له مكان اللون الضوء، وهو الشىء الذى يكون الضوء له طبيعيا لازما غير مستفاد، وبعض الأشياء مختلط الجوهر من ذلك الأمر إما اختلاط تركيب أجزاء مضيئة وأجزاء ذوات ألوان كالنار وإما اختلاط امتزاج الكيفيات كما للمريخ ولزحل، وليس يمكننى أن أحكم فى أمر الشمس الآن بشىء،
Page 104