291

Shifa Ghalil

شفاء الغليل في حل مقفل خليل

Investigator

أحمد بن عبد الكريم نجيب

Publisher

مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

1429 AH

Publisher Location

القاهرة

وهَلْ اخْتُلِفَ هَلْ يُقَوِّمُهُ أَوّلا (١) نَدْبًا، أَوِ التَّقْوِيمِ إِذَا كَانَ بِيَمِينٍ؟ تَأْوِيلاتٌ.
قوله: (وهَلْ اخْتُلِفَ هَلْ يُقَوِّمُهُ أَوّلا نَدْبًا، أَوِ التَّقْوِيمِ إِذَا كَانَ بِيَمِينٍ؟ تَأْوِيلاتٌ) كلام معقد كرَّر فيه هل مرتين، قابل كل واحدة منهما بأو العاطفة ولا النافية، على طريق التلفيف كأنه قال: وهل اختلف أم لا؟، فقيل له: في أي شيءٍ يختلف؟ فقال: هل يقومه على نقد نفسه أم لا؟، فقيل له: إذا قلنا بترك التقويم فعلى أيّ وجه؟ فقال: ندبًا، ثم كمل بالتأويل الثالث. فقال: أو التقويم إن كان بيمين. هذا ما انقدح لي في تمشيته ولعلّك ينقدح لك أجلى منه (٢). على أن استعمال (أو) معادلة لـ (هل) فيه ما فيه عند أهل اللسان، إلا أنه شائع بين الفقهاء، وهذا المختصر مشحون به، وبعد فهمك اللفظ لا يخفاك تنزيل كلام الشيوخ عليه، وما جرى في عبارة الشارح من قوله: (هل يجوز أن يقومه على نفسه ابتداءً)؟ يقتضي أنه يضبط (أوّلًا) الأول بتشديد الواو ظرفًا؛ لتفسيره إياه بقوله: (ابتداءً). والله سبحانه أعلم.
ورَجِعَ وأَهْدَى إِنْ رَكِبَ كَثِيرًا بِحَسَبِ الْمَسَافَةِ، أَوِ الْمَنَاسِكَ والإِفَاضَةِ نَحْوَ الْمِصْري قَابِلاْ فَيَمْشِي مَا رَكِبَ فِي مِثْلِ الْمُعَيَّنِ، وإِلا فَلَهُ الْمُخَالَفَةُ إِنْ ظَنَّ أَوَّلًا الْقُدْرَةَ، وإِلا مَشَى مَقْدُورَهُ.
قوله: (نَحْوَ الْمِصْري) هو فاعل رجع.
ورَكِبَ وأَهْدَى فَقَطْ كَأَنْ قَلَّ ولَوْ قَادِرًا كَالإِفَاضَةِ فَقَطْ.
قوله: (كَالإِفَاضَةِ فَقَطْ) كذا ذكر في " المدونة " أنه إذا مشى في حجّه كله وركب في الإفاضة فقط لَمْ يعد ثانية وأهدى (٣) قال ابن محرز معنى: قوله: " وركب في الإفاضة ":

(١) في النسخة المطبوعة، وأصل المختصر: (أو لا) مركبة من (أو) و(لا)، وضبطها على إشارة المؤلف في اسنتاجه عن الشارح الشيخ بهرام.
(٢) استحسن الخرشي كلام الشارح هنا، ونقله مختصرًا له في شرح العبارة، ثم قال: (هَذَا زُبْدَةُ كَلَامِ ابْنِ غَازِيٍّ) انظر: شرح الخرشي: ٣/ ٥٠٦، ٥٠٧.
(٣) النص أعلاه لتهذيب المدونة، للبراذعي:، والنص اختصره المؤلف، ونصه بتمامه: (وإذا مشى حجّه كله وركب في الإفاضة فقط، أو مرض في طريقه فركب الأميال أو البريد أو اليوم ومشى البقية لم يعد ثانية وأهدى) وانظر: المدونة، لابن القاسم: ٣/ ٧٧، ٧٨.

1 / 400