وأما الانخراق فهو خاصية الرطب، وهو سهولة انفصاله بمقدار جسم النافذ فيه، مع التئامه عند زواله. وأنواع تفرق الاتصال هي الانخراق والانشقاق والانكسار، والانرضاض والتفتت.
فالأنخراق يقال لما قلنا، وقد يقال لما يكون من تفرق الاتصال للأجسام اللينة، لا لحجم ينفذ فيها؛ بل يجذب بعض أجزائها عن جهة بعض، فينفصل.
وأما الانقطاع فهو انفعال بسبب فاصل بنفوذه، يستمر مساويا لحجم النافذ فى جهة حركة نفوذه لا يفضل عليه. وإنما قلنا من جهة الحركة لأنه يجوز أن يفضل على الحجم من الجهة التى عنها الحركة.
وأما الانشقاق فهو تفرق اتصال عن سبب تفريقه فى جهة حركتها أكثر من الموضع الذى تأتيه قوة السبب أولا. وهذا على وجهين:
فيكون تارة بمداخلة جسم ذي حجم، فيزيد تفرق الاتصال فى الجهة التى إليها الحركة على حجمه.
والثاني أن لا يكون لأجل حجم نافذ؛ بل لجذب يعرض للأجزاء بعضها لبعض. والسبب فى ذلك أن الجزءين المفصولين يكون بينهما جسم مستطيل؛ ويكون الجزءان يابسين وإلى الصلابة ما هما. فإذا حمل عليها بالتفريق لم يجب الأجزاء الطولية المحمول بالقوة عليها وحدها للتباعد، مع بقاء الاتصال، كأنها لا تنحني؛ بل هو ذا يجب أن يكون تباعدها مستتبعا لأجزاء كثيرة.وأكثر ما ينشق طولا لا ينقطع عرضا.
Page 244