265

Shifāʾ al-siqām fī ziyārat khayr al-anām ﷺ

شفاء السقام في زيارة خير الأنام ﷺ

Edition

الرابعة

Publication Year

1419 AH

Genres

Law

وهذان الحديثان صريحان في أن ذلك حصل فيما مضى.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (يا جابر، ما لي أراك منكسا؟).

قلت: يا رسول الله، استشهد أبي قبل يوم أحد، وترك عيالا، وعليه دين.

قال: (أفلا أبشرك بما لقي الله عز وجل به أباك؟).

قلت: بلى يا رسول الله.

قال: (إن الله ما كلم أحدا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك وكلمه كفاحا، فقال له: يا عبدي، تمن علي أعطك.

فقال: يا رب، تحييني فاقتل فيك مرة ثانية.

قال الرب عز وجل: قد سبق مني أنهم لا يرجعون).

قال: وأنزلت هذه الآية: * (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) * رواه الترمذي وقال: حسن غريب من هذا الوجه (1).

وقوله: (أحيا أباك) يقتضي تجدد حياة، والروح باقية لم تمت، فإما أن يحمل على الجسد، وإما على أن مفارقتها الجسد حياة لها.

ومنها: ما سنذكره في سائر الموتى، وأنهم منقسمون في القبور إلى منعم ومعذب.

فثبت بهذه الوجوه أن الحياة حاصلة للشهيد الآن.

ولكن من الناس من قال: إنها حياة مجازية، ثم سلكوا في وجه المجاز وجوها:

إما لأنهم في حكم الله مستحقون للنعيم في الجنة.

أو لأن ثناءهم باق.

أو غير ذلك من وجوه المجازات.

Page 337