85

al-Siʿr wa al-suʿaraʾ

الشعر و الشعراء

Publisher

دار الحديث

Publisher Location

القاهرة

وكأنّ بارقه حريق، يلتقى ... ريح عليه وعرفج وألاء [١] وكأنّ ريّقه، ولمّا يحتفل ... ودق السّماء، عجاجة كدراء [٢] مستضحك بلوامع، مستعبر ... بمدامع لم تمرها الأقذاء [٣] فله بلا حزن ولا بمسرّة ... ضحك يؤلّف بينه وبكاء [٤] حيران متّبع صباه تقوده ... وجنوبه كنف له ووعاء [٥] ودنت له نكباؤه حتّى إذا ... من طول ما لعبت به النّكباء [٦] ذاب السّحاب فهو بحر كلّه ... وعلى البحور من السّحاب سماء [٧] ثقلت كلاه فنهّرت أصلابه ... وتبعّجت من مائه الأحشاء [٨] غدق ينتّج بالأباطح فرّقا ... تلد السّيول وما لها أسلاء [٩] غرّ محجّلة، دوالح ضمّنت ... حمل اللّقاح، وكلّها عذراء [١٠] سحم فهنّ إذا كظمن فواحم ... سود، وهنّ إذا ضحكن وضاء [١١] لو كان من لجج السّواحل ماؤه ... لم يبق من لجج السّواحل ماء

[١] العرفج: ضرب من النبات سهلى سريع الانقياد. الألاء: شجر حسن المنظر مر الطعم. [٢] ريق المطر: أفضله، أو أول شؤبوبه. الودق: المطر. [٣] لم تمرها: لم تسيلها، من قولهم «مريت الناقة» إذا مسحت ضرعها لتدر. [٤] فى «الضحك» أربع لغات: فتح الضاد وكسرها، مع سكون الحاء وكسرها. [٥] الكنف، بكسر الكاف وسكون النون: وعاء يكون فيه أداة الراعى ومتاعه، أو الوعاء الذى يكنف ما جعل فيه، أى يحفظه. [٦] النكباء: الريح تكون بين ريحين من الرياح الأربع. [٧] تشديد الواو فى «هو» و«هى» لغة همدان. [٨] تبعجت: انشقت، يقال «تبعج السحاب وانبعج بالمطر»: انفرج عن الودق والوبل الشديد. [٩] الغدق: المطر الكثير. فرق: جمع فارق، وهى السحابة المنفردة لا تخلف، سميت بذلك تشبيها بالفارق من الإبل وهى التى تفارق إلفها فتنتج وحدها. الأسلاء: جمع سلى، وهو الجلد الرقيق الذى يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفا فيه. [١٠] الدوالح: المثقلات بالماء. [١١] سحم: سود.

1 / 92