al-Siʿr wa al-suʿaraʾ
الشعر و الشعراء
Publisher
دار الحديث
Publisher Location
القاهرة
٣- كعب بن زهير
[١] ٢٣١* وكان كعب فحلا مجيدا، وكان يحالفه أبدا إقتار وسوء حال.
وكان أخوه بجير أسلم قبله، وشهد مع رسول الله ﷺ فتح مكة، وكان أخوه كعب أرسل إليه ينهاه عن الإسلام، فبلغ ذلك النبىّ ﷺ فتواعده، فبعث إليه بجير فحذّره، فقدم على رسول الله ﷺ، فبدأ بأبى بكر، فلما سلّم النبىّ ﷺ من صلاة الصّبح جاء به وهو متلثّم بعمامته، فقال: يا رسول الله، هذا رجل جاء يبايعك على الإسلام، فبسط النبىّ ﷺ يده، فحسر كعب عن وجهه، وقال: هذا مقام العائذ بك يا رسول الله، أنا كعب بن زهير، فتجهّمته الأنصار وغلّظت له، لذكره كان قبل ذلك رسول ﷺ، وأحبّت المهاجرة أن يسلم ويؤمنه النبىّ ﷺ، فآمنه واستنشده:
بانت سعاد فقلبى اليوم متبول ... متيّم إثرها لم يجز مكبول [٢]
وما سعاد غداة البين إذ عرضت ... إلّا أغنّ غضيض الطّرف مكحول [٣]
وما تدوم على العهد الذى زعمت ... كما تلوّن فى أثوابها الغول
ولا تمسّك بالودّ الذى زعمت ... إلّا كما تمسك الماء الغرابيل
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ... وما مواعيده إلّا الأباطيل
نبّئت أنّ رسول الله أوعدنى ... والعفو عند رسول الله مبذول
[١] أشرنا إلى مصادر ترجمة كعب عند ترجمة أبيه (٨٦) . وانظر أيضا ما مضى (٩٠) . والأغانى ١٥: ١٤٢- ١٤٣. [٢] مكبول: مقيد. [٣] الأغن: الذى فى صوته غنة.
1 / 153