143

Al-shiʿr wa-l-shuʿarāʾ

الشعر و الشعراء

Publisher

دار الحديث

Publisher Location

القاهرة

يفدّينه طورا وطورا يلمنه ... وأعيا فما يدرين أين مخاتله
وأعرضن منه عن كريم مرزّا ... جموع على الأمر الذى هو فاعله [١]
أخى ثقة ما تذهب الخمر ماله ... ولكنّه قد يذهب المال نائله [٢]
تراه إذا ما جئته متهلّلا ... كأنّك تعطيه الذى أنت سائله
٢٢٣* ومن ذلك قوله، ويقال إنّه لولده كعب [٣]:
وليس لمن لم يركب الهول بغية ... وليس لرحل حطّه الله حامل [٤]
إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا ... أصبت حليما أو أصابك جاهل
٢٢٤* ومن ذلك قوله [٥]:
وفيهم مقامات حسان وجوههم ... وأندية ينتابها القول والفعل [٦]
على مكثريهم رزق من يعتريهم ... وعند المقلّين السّماحة والبذل [٧]
سعى بعدهم قوم لكى يدركوهم ... فلم يبلغوا ولم يليموا ولم يألوا [٨]
٢٢٥* وأخذ العلماء عليه قوله يذكر الضفادع:
يخرجن من شربات ماؤها طحل ... على الجذوع يخفن الغمّ والغرقا [٩]

[١] مرزأ: يصاب منه الخير ويرزأ ماله. جموع على الأمر: ماض عليه مجمع الرأى.
[٢] سيأتى ١٤٨.
[٣] هما ثابتان لزهير فى ديوانه، ختام قصيدة قالها فى شأن سنان بن أبى حارثة المرى ٢٩٢- ٣٠٠.
[٤] ثعلب: «يقول: من لم يركب الهول فى مودة أخيه لم يدرك بغيته، وليس لمن وضعه الله ارتفاع» .
[٥] الديوان ١١٣- ١١٤.
[٦] المقامات: المجالس، وأراد أهلها. ينتابها القول والفعل: يقال فيها الجميل ويفعل. عن ثعلب.
[٧] يعتريهم: يطلب منهم.
[٨] يليموا: لم يأتوا ما يلامون عليه.
[٩] الديوان ٤٠. الشربات: حياض تحفر فى أصول النخل من شق واحد فتملأ ماء، واحدتها «شربة» بفتحتين. الطحل: الكدر.

1 / 150