وقد ورد المدح للصديق الأكبر عن أبيه محمد الباقر أيضًا كما رواه علي بن عيسى الأردبيلي الشيعي المشهور في كتابه: كشف الغمة في معرفة الأئمة: أنه سئل الإمام أبو جعفر عن حليته السيف هل تجوز؟ فقال نعم قد حلى أبو بكر الصديق سيفه بالفضة، فقال (السائل): أتقول هذا؟ فوثب الإمام عن مكانه، فقال: نعم، الصديق، نعم الصديق، فمن لم يقل له الصديق، فلا صدق الله قوله في الدنيا والآخرة" (١).
ومن المعلوم أن مرتبة الصديق بعد النبوة ويشهد لها القرآن والآيات الكثيرة، منها قوله تعالى: ﴿فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا﴾ (٢).
الاعتراف بخلافة الخلفاء الراشدين الثلاثة
٢ـ واعترف علي رضي الله تعالى عنه وأولاده بخلافة هؤلاء، أبي بكر وعمر وعثمان ﵃ أجمعين وأقروها لهم، وكان علي وزيرًا ومسيرًا لهم، كما ثبت عنه وعن أولاده مدح لهؤلاء الأعاظم، فقد قال ﵁: لله بلاد فلان (أبي بكر) (٣).
(١) "كشف الغمة في معرفة الأئمة" للأردبيلي نقلًا عن التحفة الاثنى عشرية للشيخ شاء عبد العزيز الدهلوي ط٢ مصر ١٣٧٨هـ
(٢) سورة النساء الآية٦٩
(٣) وقد اتفق شراح نهج البلاغة أن المراد من فلان، أبو بكر وقال بعضهم: عمر، فلم يخرجوا عن الاثنين وهو المطلوب