297

Durūs al-Shaykh Saʿd al-Brīk

دروس الشيخ سعد البريك

Genres

دعوة لمساعدة أهل الكويت في محنتهم
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
عباد الله! اتقوا الله تعالى حق التقوى ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾ [الطلاق:٢] وتمسكوا بشريعة الإسلام، وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، واعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة في الدين ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار عياذًا بالله من ذلك.
معاشر المسلمين: إن واقعنا الآن يحتاج إلى نجدة، ويحتاج إلى نخوة، ويحتاج إلى إيثار، ويحتاج إلى تضحية لنقف مع إخواننا أبناء الكويت؛ علنا أن نجزيهم أحسن ما صنعوا بالمسلمين في أفريقيا، إن المعروف لا يضيع، وذلك مثل: لجنة الدعوة الإسلامية، وهي لجنة كويتية ذات أعمال إسلامية نافعة رائعة، ولجنة مسلمي أفريقيا، لجنة كويتية لها نشاط لا يمكن أن ينكر في بلاد أفريقيا.
إخواني! إن أبناءنا وأمهاتنا وأصهارنا وأنسابنا وأقاربنا وأحبابنا الدعاة إلى الله الصالحين من أهل الكويت! إن للجميع حقًا علينا فلا بد أن نقوم به، وذلك بالمشاركة في أعمال الإغاثة، وهذا أوان بذل المقصود والمطلوب؛ فمن تأخر عن هذا الصيف ضيع اللبن! إذا لم تفزع الآن فمتى تفزع؟ إذا لم تتحرك الآن فمتى تتحرك؟ متى تهب لنجدة إخوانك؟ إن هيئة الإغاثة الإسلامية المتفرعة عن رابطة العالم الإسلامي وهي تقع على الخط الدائري في الجهة الشرقية من الخط الدائري بعد مسجد الرسي تستقبل جميع تبرعاتك، وإخوانكم وأحبابكم في هذا المسجد ومحدثكم إلى الله الفقير إلى الله عضو فيها نستقبل تبرعاتكم ومعوناتكم، وسنجعل على الأبواب من يجمع التبرعات الآن؛ فرجائي أيها الأحبة أن تهبوا لنجدة إخوانكم وأن تفزعوا لمساعدتهم وأن تبذلوا بذلًا سخيًا طيبًا ﴿وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ﴾ [البقرة:٢٦٧] ينبغي أن نبذل وألا نخشى فقرًا ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا﴾ [البقرة:٢٦٨] فمن أنفق أُنفِق عليه، ومن تصدق تُصدق عليه، والصدقة تدفع الخطيئة وتدفع البلاء وتطفئ غضب الرب.
والأمر الأهم من هذا أيضًا: الدعاء الدعاء يا عباد الله! اجتهدوا في الفجر وفي صلاة الوتر وفي جميع الصلوات أن تسألوا الله جل وعلا لإخوانكم أن يفرج الكربة، وأن يرد الأهل إلى ديارهم وبيتهم، وأن يعزهم، وأن يجمع شملهم من جديد، وإلا فإن المصاب ليس بهين أبدًا، كل واحد منكم: ما شأنك الآن لو أنك الآن لا تعرف أين زوجتك؟ أو أنت لا تعرف أين أختك أو بنتك؟ أو أنت لا تعرف أين ولدك، أو لم تجد بيتًا تسكنها، أو لا تجد مالًا، أو سيارتك واقعة أمامك لا تجد مالًا تشتري به وقودًا تقودها؟ الأمر ليس بهين طفلٌ يبكي يريد حليبًا وليس في جيبك ريال، ماذا تفعل أمام هذه المصيبة؟! وأم جف ثديها بهول الفاجعة، ماذا تفعل أمام هذه المصيبة؟! أو بنت انتهك عرضها وأنت ترى ماذا تفعل أمام هذه المصيبة؟ هذه تحتاج إلى فزعة ونجدة فافزعوا وابذلوا لوجه الله جل وعلا والدعاء الدعاء.
وأوصي الإخوة الذين يقومون على أعمال الإغاثة في المدارس أن يطلبوا من الساكنين في المدارس من إخواننا الكويتيين والساكنين في مختلف المساكن والمجمعات أن يقوموا قبل الفجر بساعة وأن يسألوا الله أن يفرج كربتهم، والله هذا هو السلاح، الذي به ترد الحقوق، وبه يشفي الله صدور المؤمنين من الكافرين، وبدون هذا إن نحن نتكل على قوة فإن القوة خذلت المؤمنين والرسول معهم، الكثرة ينبغي ألا نتكل عليها بل نعتمد على الله جل وعلا ثقة بالله وثقة بنصر الله ﴿إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾ [محمد:٧] ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج:٤٠] من هنا نجد طريق النصر، البذل والإيثار والدعاء والتقرب إلى الله بترك الذنوب والمعاصي.
إن من شبابنا من لم يزالوا في غفلتهم وكأن شيئًا لم يكن، لا زالت شلل البلوت تجتمع، ولا زال بعضهم يجتمعون على الطرب، ولا زال بعضهم يسهرون، ولا زال بعضهم يسمعون ويغنون وكأن شيئًا لم يكن، والله إن الأيام تدور، وكلٌ ينال حظه؛ لكن ينجي الله الذين آمنوا والذين اتقوا ﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمْ السُّوءُ﴾ [الزمر:٦١].
فبإذن الله جل وعلا إذا حصل هذا الإيمان، وهذه العودة والتوبة والتقرب إلى الله بترك الذنوب والمعاصي فأبشروا بالفرج عاجلًا غير آجل، وثقوا بالله فإن من وثق ولجأ وتوكل على الله فإن الله لا يخذله.
أسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم أهلك البعثيين، اللهم اهلك طواغيت البعث، اللهم احصهم عددًا، ولا تغادر منهم أحدًا، واجعلهم بددًا.
اللهم زلزل الأرض تحتهم، وأنزل عليهم طيرًا أبابيل من فوقهم، اللهم اجعل الرعب عن يمينهم والخوف عن يسارهم، اللهم اجعل شبح الموت في وجوههم، وأهلكهم بعزتك وما ذلك عليك بعزيز يا رب العالمين.
اللهم لا تجمع للبعثيين شملًا، اللهم لا توحد لهم صفًا، اللهم لا ترفع لهم راية، اللهم شتت لهم ما تجمع وفرق لهم ما تألف، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك.
اللهم أخرجوا المشلولين، اللهم أخرجوا المكفوفين، اللهم فعلوا بالنساء الحبالى وحديثي الولادة فعلوا بهم مالا يفعله يهودي ببشر، اللهم فأرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أخزهم، اللهم رد كيدهم في نحورهم.
اللهم احفظنا بالإسلام، اللهم توكلنا عليك وحدك لا حول ولا طول ولا قوة إلا بك وحدك لا شريك لك، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت الأول والظاهر والباطن، وأنت على كل شيء قدير، اللهم إليك أنبنا، وبك اطمأننا، وإليك توجهنا، فلا تخذلنا يا ربنا.
اللهم إنا نسألك أن تؤمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم أصلح ولاة أمورنا، اللهم اجمع شملهم، اللهم أدم عزهم ورفعتهم وكرامتهم، اللهم لا تفرح عليهم عدوًا، اللهم لا تشمت فيهم حاسدًا، اللهم سخر لنا ولهم ملائكة السماء برحمتك وجنود الأرضين بقدرتك.
اللهم ارحم المستضعفين.

19 / 11