Sheikh Abdul Hay Yusuf's Lessons
دروس الشيخ عبد الحي يوسف
Genres
الأخذ بالأسباب
الدرس الثاني: ما قام به رسول الله ﷺ من الأخذ بالأسباب، ومن هذه الأسباب: أنه أمر أبا بكر ﵁ أن يبتاع راحلتين قبل الهجرة.
وأنه ﷺ أخذ بعوامل السِّرِّية، حتى أنه لما جاء ليخبر أبا بكر بأمر الهجرة جاءه في ساعة منكرة متنكرًا بردائه فقال: (يا أبا بكر! أخرج من عندك.
فقال: يا رسول الله! إنما هو ابنتاي) فأخبره رسول الله ﷺ بأن الله قد أمره بأن يهاجر.
ومن الأخذ بالأسباب: أن رسول الله صلى الله عليه خرج من غير الطريق الذي اعتاده الناس من أجل أن يلبس على القوم، ويعمي عليهم الآثار.
ومن الأخذ بالأسباب: أنه استأجر عبد الله بن أريقط -رجلًا من بني الديل- هاديًا خريتًا خبيرًا بالصحراء؛ من أجل أن يدلهم على الطريق.
ومن الأخذ بالأسباب كذلك: ما صنعته أسماء بنت أبي بكر ﵄ من إعداد الزاد لرسول الله ﷺ وصاحبه.
ومن الأخذ بالأسباب: ما كان من أمر دخولهما في غار ثور ومكثهما فيه أيامًا ثلاثة إلى أن خف الطلب، وأيس القوم من اللحاق بهما، وعند ذلك خرجا.
والسؤال الذي يطرحه كثيرٌ من الناس في أيامنا هذه فيقولون: ما بالنا نحن مسلمون مؤمنون مصدقون برسول الله ﷺ، ومع ذلك فإن أهل الكفر قد تحكموا في رقابنا، وأديلوا علينا، وطاروا فوق رءوسنا، لِمَ ونحن مسلمون وهم كفار؟! فنقول: لأننا لم نأخذ بأسباب القوة التي أمرنا أن نأخذ بها، وانتظرنا أن ينزل علينا نصر من السماء دون أن نعد العدة، ونأخذ الأهبة، ونعمل بأسباب القوة، ولذلك فإن رسول الله ﷺ رغم أنه موعود من الله بأن يحفظه، وأن يكلؤه ويرعاه إلا أنه أخذ بالأسباب.
4 / 5