83

Shaytan Yaciz

الشيطان يعظ

Genres

وحدجته بعصبية قائلة: إني أحسدك!

فتغيظ وقال: إني أصرح بما في ذاتك أكثر منك.

فاصفر وجهها من شدة الغضب وهتفت بكبرياء: إني ضمير حي لا يموت.

فهز منكبيه ولم ينبس. إنها واثقة من أنه يتجنب دائما مواجهتها في معركة حقيقية. في الوقت ذاته قد تعرت أمامه، بل تعرت أمام نفسها. وقال هو متراجعا: جمالات، إني أواصل العمل بطريقة تهدد صحتي، اعذريني وكوني لطيفة معي ما أمكن.

وتساءلت في نفسها كيف تمضي الحياة إذا أصرت طوال الوقت على احتقار أسرتها ونفسها؟!

16

ولاحقت محمود في انعزاله لشعورها بأنه أحوج الجميع إلى الدواء، حذرته قائلة: مستقبلك، لم يبق لك إلا مستقبلك وهو في خطر.

بدا وكأنه لا يشعر بالخطر. أين حساسيته الشديدة وأين مرحه؟ قالت: يوم أمثالنا لا يقدر بثمن.

فقال لها بحزن: رضيت بالتضحية ولكني حرمت منها. - أثبت حسن نيتك بلا أدني شك. - ما الفائدة؟ سأظل المجرم الأول في حياتها. - لنتركها لرحمة الله. - الموت أو السقوط، هذا ما تبقى لها. - لا شائبة تشوب ضميرك.

وتفكرت قليلا ثم واصلت: ولا تنس أنك ملتزم بفردوس!

Unknown page