ابتسم الشبلي عن ثنيتين ذهبيتين وقال: جئنا لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه!
تراجعت وداد إلى ركن الحجرة وهي تحبك جلبابها حول جسدها متسائلة: أي اتفاق؟
ردد الشبلي عينيه بينهما ثم قال بهدوء منذر: ها هو المأذون، واختر من الرجال شاهدين.
فغلى دم شطا في عروقه وملكته نشوة كالتي دفعته إلى قبول المهمة في غرزة المنارة، فقال: لا اتفاق بيننا يا معلم.
فاربد وجه الشبلي وتساءل: ألا تريد أن تطلق؟
فقال شطا وهو يفتح صدره على مصراعيه للمجهول: نعم.
فرنا إليه مليا بين رجال متوثبين في صمت يشل الخواطر، ثم التفت نحو المأذون قائلا: اذهب فلا حاجة بنا إليك.
ولما أغلق الباب وراءه قال: لي طريقتي، ولكل شيخ طريقة، ولدي دائما ما هو أفتك من القتل!
وتنحى جانبا وشطا يتابعه بعينيه أما الرجال فاتجهوا نحوه متحفزين، فصرخ به شطا : تقدم أنت يا جبان.
انقضوا عليه فدارت معركة حامية. كال لهم ضربات صادقة، وتلقى ضربات مجنونة. صارع بقوة وشجاعة ولكن اختل توازنه فهوى. ارتمى عليه الرجال فأشبعوه حتى نزف الدم من بين أسنانه وأنفه. وأوثقوا يديه وقدميه وجلس أثقلهم فوقه. مضى الشبلي نحو وداد وهو يقول مخاطبا شطا: فلتر بعينيك عاقبة عنادك!
Unknown page