قال: كيف تجدها؟
قال: فيها لطف، وهي محرقة.
قال: كذلك الشرارة: تجدها لطيفة المتقد، وقد تضرم نارا على بلد!
قال: وإنها لتدب خفية ضعيفة، ثم تتمكن ظاهرة قوية.
قال: وهكذا الداء!
قال: وإن الجسم ليستريح معها، وتخرج النفس بها من عالم الهموم إلى عالم موهوم.
قال: خير لشاربها إذن أن ينتحر؛ فالراحة كل الراحة في الموت!
قال: وإنها يا مولاي لعادة، والنفس بما اعتادت منقادة!
قال: الآن صرحت، فإن كان ولا بد فخذ منها لطربك، ولا تعطها من عقلك وأدبك، واتخذ منها صحة ولا تتخذ منها مرضا، واشربها مع حكيم يقول لها قفي، وخذها في مجالس الكرام؛ فهناك أوائلها طرب، وعواقبها أدب.
قال: ألنت يا مولاي فنجحت، ولو ألححت لما أفلحت، فلا يكونن إلا ما نصحت.
Unknown page