Shaytan Bantaur
شيطان بنتاءور: أو لبد لقمان وهدهد سليمان
Genres
قال الهدهد: كنت في صدوري عن ميت رهينة تحت سماء الليل، أنظر قلة الرسوم لديها، وأرى ندور الأطلال عليها، وما هي إلا مقابر بعض الملوك، ومدفن العجل أبيس، وذلك التمثال في حفرته التي تنزل به عن سطح الأرض بقدر ما جرى الدهر على منفيس في سالف الأحقاب، وما عقدت سنابك خيله عليها من متراكم الحصى والتراب؛ فأعجب له كيف لم يبق من حواء العواصم غير بقية لا تذكر في جانب ما رأيتها عليه من السعة المتناهية، والعظمة الجمة، والعمارة المدهشة، وتبصرت مليا في السبب، فلم أر الداء إلا موقعها الذي عرضها في كل زمان للفيضان يعلوها، وأسلمها إلى رياح الصحراء تختلف عليها فتذروها، وذهبت مع المؤرخ عبد اللطيف
1
إلى أن معظم البلوى إنما جاء من عبث الأمم المختلفين أديانا، الذين أغاروا على وادي النيل، ومدهم يد الحسد إلى آثار الفراعنة بمعاول الجهل، وما زال الحسد بمرصد للفضل، وما انفك الجهل عدو العقل.
قال: وكان جؤجئي قد جاش بالشعر عندما نظرت التمثال في حاليه، وخبرته في يوميه، فقلت فيه:
إن جئت «منفا» وهي أو
لى بازديارك وانتيابك
ومررت بالأطلال مرا
في مجيئك أو ذهابك
بالأمس كنت مؤلها
ماذا لقيت من انقلابك
Unknown page