Shaytan Bantaur
شيطان بنتاءور: أو لبد لقمان وهدهد سليمان
Genres
الشمس مثلك بعد اليوم لا ولدت
والشمس مثلك قبل اليوم لم تلد
فإن تكن في سرير المجد خالدة
فإن عرشك مرفوع إلى الأبد ... حتى إذا فرغ من تشييد مملكته والاحتياط لحفظها، وجعلها بمأمن من الحساد والأعداء، فكر فيما يخلد اسمه، ويؤبد ذكره، ويكفل لتاريخه الدوام، فبنى المدائن، وأنشأ في كل واحدة منها هيكلا خاصا بإله أهلها الذي يعبدون، وسور هذا الهيكل القديم بالأعمدة التي تراها محيطة به، وليس أفخم ولا أضخم ولا أجل في الأعين منها؛ أمر أن تصنع صورته معظمة وتجعل في الهيكل، فعمل له هذا التمثال وطوله ثلاثون ذراعا، وهو من عمل الأسرى وحدهم، وقد عني الملك بأمر ذلك، فرغب أن يكتب أنه «لم يعمل مصري في هذا التمثال.»
قلت: وفيم هذا التبرؤ يا مولاي، ولو أنه من صنع المصريين لكان بالملك أليق، ولكانوا به أحق؟
قال: إن رجلا يرفع أكبر دولة في الأرض، ويقهر أربعين أمة، ويضع حدود مملكته أنى شاء، لا يؤخذ بكبيرة، فكيف ينتقد في صغيرة!
قلت: لأنك في دفاعك هذا عن الملك أشعر منك في مدحه!
قال: إنما أديت بعض حقه.
وهنا غلب النعاس على النسر، فجعل موعد الهدهد ميدان الملك في أصيل الغد.
المحادثة الثالثة
Unknown page