سادتي،
إنني أشهد الآب والابن والروح القدس والعذراء أنني لم أكن قط ساحرا، إن السحر الوحيد الذي مارسته هو سحر الكتاب المقدس، أنا بريء. (صمت، ثم همهمة من النسوة، وضحك سخيف.)
أنا بريء، وأنا خائف، إنني حريص على خلاصي. إنني مستعد لملاقاة ربي، غير أن العذاب المريع الذي قضيتم به علي في طريقي قد يدفع روحي البائسة إلى اليأس ... إلى اليأس أيها السادة وهو أخطر الذنوب، وهو أقصر الطرق إلى اللعنة الأبدية. إنكم بحكمتكم لم تقصدوا قطعا إلى قتل روحي؛ ولذا فهل لي أن أرجوكم، برحمتكم، أن تخففوا عني العقاب ولو قليلا؟ (جراندير يتفرس الوجوه. صمت.)
حسنا جدا، عندما كنت طفلا رويت لي قصص الشهداء، وقد أحببت الرجال والنساء الذين ماتوا في سبيل كرامة يسوع المسيح، وفي أوقات العزلة كثيرا ما تمنيت أن أكون من زمرتهم، والآن، وأنا قسيس غافل مغمور، لا أستطيع أن أزعم وضع نفسي بين هؤلاء الرجال العظام المقدسين، ولكن هل أستطيع أن أقول إني آمل من كل قلبي أن الله سبحانه وتعالى، أبانا في السماء، يعفو عني بانتهاء هذا اليوم، ويجعل آلامي تكفر عن حياتي الفوضوية الباطلة؟ اللهم آمين. (صمت. ثم ينبعث صوت رجل من جهة ما وسط الجماهير يردد في وضوح قول جراندير آمين، ثم آخر، ثم صمت، ولا يسمع إلا صوت امرأة تبكي بكاء مرا.)
دي لوباردمنت (إلى رئيس الحراس) :
أخرجهم جميعا من هنا. (يشرع الحراس فورا في إخلاء المكان، ينصرف الجمهور من الردهات، ويهبط السلم، بعضهم يشكو، وبعضهم يحتج.) (يبقى جراندير مع لوباردمنت والكاتب وباري ورانجير ومنيون.) (لم يتحرك جراندير من مكانه وقد لبث مواجها للقضاة.) (يرى دي سيريزاي ودارمنياك، وهما منفصلان، يشاهدان المنظر.) (دي لوباردمنت يواجه جراندير، ويوجه إليه الخطاب.)
لوباردمنت :
اعترف بجريمتك واذكر لنا أسماء رفيقاتك، بعدئذ ربما ينظر سادتي القضاة في رجائك.
جراندير :
لا أستطيع أن أذكر أسماء رفيقات لم يكن لي، ولا أن أعترف بجرائم لم أرتكبها.
Unknown page