وقال الشيخ بسيوني مقاطعا: رجل دقيق، لم يقل أحد شيئا ولكن ما دخل الدقة فيما نحن فيه، لقد قال لك ستعرف حالا، فما البأس أن تنتظر؟ - وماذا أنتظر؟
وقبل أن يجيبه أحد سمع أربعتهم في الخارج ضجيجا متخافتا صحبه طرق على الباب، وفتح حافظ ودخل عتريس وأقفل الباب من خلفه ونظر ثم قال لحافظ: إذن فقد أحضرت أنت الشهود، أتعبت نفسك، إن معي أيضا شهودي.
كانت المفاجأة مذهلة للثلاثة، أما هنداوي فوثب واقفا، وأما الشيخ عبد التواب فتنحنح وسعل، وما لبث أن قال في صوت متلعثم: أهلا، أهلا وسهلا ومرحبا.
أما الشيخ بسيوني فقد ظل جالسا صامتا مترددا فيما يقول أو يفعل، وحين استقر رأيه على الوقوف كان الجميع قد جلسوا.
وقال عتريس في صوت حازم: ننتهي من الأمر بسرعة فما أحب أن أطيل مكوثي بالقرية، توكل على الله يا شيخ عبد التواب. - نعم، أنا تحت أمرك ، ماذا تريدني أن أفعل؟ - ألم تعرفوا لماذا جئتم؟
وقال الشيخ بسيوني: قال لنا نتعشى معا الليلة. - فقط؟ - فقط. - هيه، لقد جئتم لتكتبوا كتابي على فؤادة.
وقال الشيخ عبد التواب بسرعة: وما له؟ نكتب.
وقال عتريس: فماذا تنتظر؟
وقال الشيخ عبد التواب: توكلنا على الله، نكتب على بركة الله، الوكالة يا سي حافظ أفندي. وكأنما لم يكن حافظ بالحجرة، فهو ذاهل صامت لا يجيب، ويكرر الشيخ عبد التواب: يا حافظ أفندي.
ويقول حافظ وكأنه يرتد من بئر عميقة: نعم. - الوكالة. - حاضر.
Unknown page