Sharh Zad Al-Mustaqna - Ahmed Al-Khalil

Ahmed Al-Khalil d. Unknown
3

Sharh Zad Al-Mustaqna - Ahmed Al-Khalil

شرح زاد المستقنع - أحمد الخليل

Genres

قال المؤلف ﵀: بسم اللَّه الرحمن الرحيم قوله: بسم الله الرحمن الرحيم ابتدأ بالبسملة لأمرين: الأول: اقتداء بكتاب الله حيث بدأ الله ﷾ كتابه بالبسملة. والثاني: اقتداء بمراسلات النبي ﷺ فإنه كان إذا راسل الملوك والرؤساء كتب في مقدمة الرسالة بسم الله الرحمن الرحيم. كما ثبت في صحيح البخاري أن النبي ﷺ لما راسل هرقل كتب له «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى عظيم الروم هرقل». وقوله: «بسم الله» جار ومجرور. والجار والمجرور دائمًا يحتاج إلى متعلق ولكن لا نجد في بسم الله الرحمن الرحيم شيئًا يتعلق به الجار والمجرور ولذا لابد من تقديره ويقدر هنا: بفعل متأخر مناسب. كأنه ﵀ يقول: بسم الله أؤلف. والرحيم: يتعلق بأفعال الرب ﷾. اسم الجلالة «الله» و«والرحمن» يختصان بشيء لا يشاركهما فيه غيرهما من الأسماء وهو: أنه لا يجوز أن يطلق هذان الاسمان إلا على الرب ﷾. • ثم قال المؤلف ﵀: الحمد للَّه حمدًا لا ينفد أيضًا بدأ المؤلف كتابه بالحمد اقتداء بالكتاب العظيم لأن أول الفاتحة وهي أول سورة في القرآن فيها ﴿الحمد لله رب العالمين﴾. والحمد هو: ذكر محاسن وصفات المحمود على وجه المحبة والتعظيم والإجلال. ـ فإن كان هذا الذكر خاليًا من المحبة فهو: مدح. ـ وإن كرر هذا الذكر مع المحبة انتقل من الحمد ليصبح ثناء. فعندنا الآن حمد ومدح وثناء. - ومما يتعلق بالحمد مسألة الشكر لأن حمد الله وشكره يقترنان كثيرًا. - فالفرق بين الحمد والشكر: - أن الشكر يكون فقط في مقابلة النعمة فإن الإنسان لا يشكر على صفاته الذاتية بدون أن يسدي نعمة ولا الله ﷾ اصطلاحًا يشكر على نعمه ويحمد على صفاته الذاتية وأفعاله. وهناك فرق آخر وهو: - أن الشكر يؤدى باللسان والقلب والأركان - الجوارح. بينما الحمد لا يؤدى إلا باللسان، قيل: وبالقلب. وذهب بعض أهل العلم إلا أنه لا يوجد فرق بين الحمد والشكر. والتفريق هو الأقرب. وقوله «لله»: اللام: للاستحقاق والاختصاص. يعني أن الذي يستحق استحقاقًا كاملًا أن يحمد ويحب ويعظم هو الرب.

1 / 2