Sharh Zad Al-Mustaqna - Ahmed Al-Khalil

Ahmed Al-Khalil d. Unknown
114

Sharh Zad Al-Mustaqna - Ahmed Al-Khalil

شرح زاد المستقنع - أحمد الخليل

Genres

- فإذا كان النوم كثيرًا من قاعد أو قائم: فينقض. - وإذا كان النوم يسيرًا من مضطجع: فينقض. فالآن تصورنا مذهل الحنابلة: أن النوم ينقض مطلقًا إلا اليسير بشرط أن يكون من قاعد أو قائم. الأدلة: أما كونه ينقض مطلقًا فاحديث صفوان السابق (ولكن من بول أو غائط أو نوم) فهذا صريح بأن النوم من نواقض الوضوء. أما استثناء اليسير من قاعد أو قائم فقالوا: لما ثبت في الحديث الصحيح عن أنس - أن أصحاب النبي ‘ كانوا يغفون في المسجد ويخفقون الخفقة والخفقتين ومن كان ينتظر الصلاة هل هو عادة مضطجع أو قاعد أو قائم؟ قاعد أو قائم. فيستدلون بدليلين مركبين لأن قولهم مركب: النوم ينقض مطلقًا إلا يسير النوم من القاعد أو القائم. إذا نظرت تجد أن أدلة الحنابلة قوية فقد أخذوا بالنصوص التي تدل على النقض وبالأحاديث التي تدل على عدم النقض. القول الثاني: للأوزاعي: أن النوم لا ينقض مطلقًا: قال لأنه ثبت أن النبي ‘ كان ينام ويصلي بلا وضوء والصحابة ينامون ويصلون بلا وضوء. ودليل الأوزاعي دليل واضح. القول الثالث: أن النوم ليس حدثًا بنفسه ولكنه مظنة الحدث فإذا بقي مع النائم شعوره وإحساسه فإن طهارته لا تنتقض. دليلهم: قالوا: جمعًا بين الأخبار. وجه الجمع: قالوا حديث صفوان دل على أن النوم ناقض مطلقًا وأحاديث نومه ‘ وإغفاء الصحابة تدل على أنه لا ينقض فنجمع بينهما ونقول نوم الصحابة والنبي ‘ لم يكن نومًا مستغرقًا وإنما بقي معه إحساس وشعور وهذا اختيار شيخ الإسلام وهو قول قوي كما نرى. مسألة: إذا قال الإنسان لا أدري هل بقي معي إحساسي أو لم يبق إنما غفوت قليلًا؟ فهل انتقضت طهارتي؟ - هذا السؤال كثيرًا ما يسأل عنه لا سيما من يحصل منهم ذلك وهم في انتظار صلاة الجمعة. فالجواب: نعم انتقضت لأمرين: نقول الأصل أن طهارتك انتقضت لسببين: الأول: الأصل في النوم أنه ناقض ولكن من بول أو غائط أو نوم. الثاني: أن عدم معرفتك أنه بقي شعورك أو لا دليل على أن الشعور ذهب. إذًا تبين أن القول الثالث هو أرجح الأقوال إن شاء الله وإنه عند أدنى تردد فإن الإنسان يعتبر النوم ناقض لأن هذا هو الأصل في النوم. ثم انتقل إلى الناقض الرابع:

1 / 113