Iʿtiqād ahl al-Sunna
اعتقاد أهل السنة
٣٥٦ - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُنْدَارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُبَشِّرٍ الطَّبَرِيَّانِ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْإِسْتِرَابَاذِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِلرَّبِيعِ: سَمِعْتَ الْبُوَيْطِيَّ يَقُولُ: إِنَّمَا خَلَقَ اللَّهُ كُلَّ شَيْءٍ بِكُنْ، فَإِنْ كَانَتْ كُنْ مَخْلُوقَةً فَمَخْلُوقٌ خَلَقَ مَخْلُوقًا. قَالَ: فَحَكَاهُ الرَّبِيعُ قُلْتُ: وَهَذَا مَعْنَى مَا يُعَبِّرُونَ عَنْهُ الْعُلَمَاءُ الْيَوْمَ: إِنَّ هَذَا كُنِ الْأَوَّلُ كَانَ مَخْلُوقًا، فَهُوَ مَخْلُوقٌ بِكُنْ أُخْرَى. فَهَذَا يُؤَدِّي إِلَى مَا يَتَنَاهَى، وَهُوَ قَوْلٌ مُسْتَحِيلٌ.
٣٥٧ - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُبَادَةَ وَسَأَلْتُهُ: كَيْفَ كَانَتْ وَصِيَّةُ أَبِيكَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ؟ قَالَ: دَعَانِي فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، اتَّقِ اللَّهَ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَا تَتَّقِي اللَّهَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، فَإِنْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا دَخَلْتَ النَّارَ، ⦗٢٤٤⦘ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: " أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ قَالَ: اكْتُبْ، فَكَتَبَ مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الْأَبَدِ " قُلْتُ: فَأَخْبَرَ أَنَّ أَوَّلَ الْخَلْقِ الْقَلَمُ، وَالْكَلَامُ قَبْلَ الْقَلَمِ، وَإِنَّمَا جَرَى الْقَلَمُ بِكَلَامِ اللَّهِ الَّذِي قَبْلَ الْخَلْقِ إِذَا كَانَ الْقَلَمُ أَوَّلَ الْخَلْقِ. اسْتِنْبَاطُ آيَةٍ أُخْرَى مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَهِيَ قَوْلُهُ: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ [الأعراف: ٥٤] فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا. وَالْخَلْقُ هُوَ الْمَخْلُوقَاتُ، وَالْأَمْرُ هُوَ الْقُرْآنُ.
2 / 243