فجاءه الأمير أبو أحمد الموفق- يعني ولي العهد- فدخل، ثم أقبل عليه أبو داود،
فقال: ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت؟ قال: خلال ثلاث، قال: وما
هي؟ قال: تنتقل إلى البصرة فتتخذها وطنًا، ليرحل إليك طلبة العلم، فتعمر
بك، فإنها قد خربت، وانقطع عنها الناس، لما جرى عليها من محنة الزنج،
فقال: هذه واحدة، قال: وتروي لأولادي " السنن "، قال: نعم، هات
الثالثة، قال: وتفرد لهم مجلسًا، فإن أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة،
قال: أما هذه فلا سبيل إليها، لأن الناس في العلم سواء.
قال ابن جابر: فكانوا يحضرون ويقعدون في كم حيري، عليه ستر،
ويسمعون مع العامة.
قال ابن داسة: كان لأبي داود كم واسع وكم ضيق، فقيل له في ذلك،
فقال: الواسع للكتب، والآخر لا يحتاج إليه.
قال أبو بكر بن أبي داود: سمعت أبي يقول: خير الكلام ما دخل الأذن بغير
إذن.
قال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: الليث روى عن الزهري،
وروى عن أربعة، عن الزهري، حدث عن: خالد بن يزيد، عن سعيد بن
أبي هلال، عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري.
وسمعت أبا داود يقول: كان عمير بن هانئ قدريا، يسبح كل يوم مئة ألف
تسبيحة، قتل صبرًا بداريا أيام يزيد بن الوليد، وكان يحرض عليه.
قال أبو داود: مسلمة بن محمد حدثنا عنه مسدد، قال أبو عبيد: فقلت
لأبي داود: حدث عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: " إياكم
والزنج، فإنه خلق مشوه "؟ فقال: من حدث بهذا، فاتهمه.
وقال أبو داود: يونس بن بكير ليس هو عندي حجة، هو والبكائي سمعا
من ابن إسحاق بالري.
قال الحاكم: سليمان بن الأشعث السجستاني مولده بسجستان، وله ولسلفه
إلى الآن بها عقد وأملاك وأوقاف، خرج منها في طلب الحديث إلى البصرة،
1 / 21