181

Sharḥ Riyāḍ al-Ṣāliḥīn li-Ibn ʿUthaymīn

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

Publisher

دار الوطن للنشر

Publication Year

1426 AH

Publisher Location

الرياض

الملائكة الدعاء، ومن الآدميين الاستغفار؛ فإن هذا لا وجه له، بل الصلاة غير الرحمة؛ لأن الله تعالي عطف الرحمة علي الصلوات، والعطف يقتضي المغايرة. ولأن العلماء مجمعون على أنك يجوز لك أن تقول لأي شخص من المؤمنين: اللهم ارحم فلانًا.
واختلفوا؛ هل يجوز أن تقول: اللهم صل عليه. أو لا يجوز؛ على أقوال ثلاثة:
-فمنهم من أجازها مطلقًا، ومنهم من منعها مطلقًا، ومنهم من أجازها إذا كانت تبعًا.
والصحيح أنها تجوز إذا كانت تبعًا، كما في قوله «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد»، أو لم تكن ولكن لها سبب؛ كما قال الله) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) (التوبة: من الآية١٠٣)، فإذا كان لها سبب، ولم تتخذ شعارًا، فإن ذلك لا بأس به. فلا بأس أن تقول: اللهم صل على فلان، فلو جاءك رجل بزكاته وقال لك خذ زكاتي وفرقها على الفقراء، فلك أن تقول: صلي الله عليك، تدعو له بأن يصلي الله عليه كما أمر الله نبيه بذلك.
* * *
٢٥- وعن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري- ﵁ قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأن - أو تملأ- ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك.

1 / 186