Sharh Risala Nasiha
شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة
Genres
وقوله: (وهو بأوصاف العلى معلوم): يقول إنه تعالى يعلم على
هذه الصفات العلى، التي لا تكون إلا له تبارك -وتعالى-، من علمه بجميع المعلومات، وقدرته على جميع أجناس المقدورات، وإدراكه لجميع المدركات، ووجوده قبل كل الموجودات، فهذه الصفات لا تثبت على هذه الوجوه إلا في حقه تعالى.
[الكلام في] (مسألة نفي التشبيه)
[16]
وهو تعالى غير ذي تنقل .... قدس عن مقالة ابن حنبل
والأشعري وضرار الأحول .... فخالف الشك إلى النص الجلي
ليس بذي ند([33]) ولا مثال
هذا في أنه سبحانه لا يشبه الأشياء من الأجسام والأعراض؛ لأن الشيء لا يخلو: إما أن يكون موجودا أو معدوما، والموجود لا يخلو: إما أن يكون محدثا أو قديما، والمحدث لا يخلو: إما أن يكون متحيزا أو غير متحيز، فالمتحيز هو الجسم، وغير المتحيز هو العرض.
باطل أن يشبه المعدوم لما بينا من وجوب وجوده تعالى، والمشبه للشيء: هو المماثل...([34])، من الحنبلية([35]) والكرامية([36])؛ لأنه لو كان جسما لكان محدثا لما قدمنا من الدلالة على حدوث الأجسام، وقد ثبت قدمه لما تقدم في مسألة قديم، ولو كان مشبها لما ليس بمتحيز كان لا يخلو: إما أن يشبه البعض أو الكل، باطل أن يشبه البعض لفقد المخصص.
Page 135