37

Sharh Qasaid Sabc

شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات

Investigator

عبد السلام محمد هارون

Publisher

دار المعارف [سلسلة ذخائر العرب (٣٥)]

Edition Number

الخامسة

Genres

لأن الماضي لا يكون حالا إلا بقد. وقد قرأ الحسن رحمه الله تعالى: (حَصِرة صُدورهم). و(الغبيط) قال أبو عمرو الشيباني: هو الهودج بعينه. وقال الأصمعي: قتب الهودج. وقال غيرهما: هو مركب من مراكب النساء. ومعا منصوب على الحال من النون والألف، والعامل فيه مال، كأنه قال: وقد مال الغبيط بنا جميعا، كما تقول: قام الزيدان معا، أي قاما جميعا. وقوله: (عقرت بعيري) قال الأصمعي: معناه تركت بعيري عقيرا. وامرؤ القيس منصوب لأنه منادى مضاف. وانزل موضعه جزم على الأمر، إلا إنه كسر اللام للقافية ووصل كسرة اللام بالياء، كما قال زهير: أمِنْ أمِّ أوْفَى دِمنةٌ لم تَكَلَّم ... بحَومانة الدَّرَّاج فالمتثلِّمِ (فقُلْتُ لها سِيرِي وأَرخى زِمَامَه ... ولا تُبعِديني مِنْ جَنَاكِ المُعَلِّلِ) الهاء تعود على عنيزة. وقال الأصمعي: المعنى هوني عليك لا تبالي أعقر أم سلم. وقوله: (من جناك) قال الأصمعي: جعلها بمنزلة شجرة لها جنى، فجعل ما يصيب من رائحتها وحديثها وقبلها بمنزلة ما يصيب من رائحة الشجرة وثمرها. والمعلل: الشاغل الذي يعللني ساعة بعد ساعة، ويقال للمعلل الملهى. وموضع سيري جزم بتأويل لام ساقطة، كأنه قال: لتسيري، وعلامة الجزم فيه سقوط النون، لأن الأصل سيرين، وكذلك (أرخة زمامه). وقوله: (ولا تبعديني من جناك) موضع تبعديني جزم على النهي بلا، وعلامة الجزم فيه سقوط النون، وكان الأصل تبعديني. والجنى مخفوض بمن، والمعلل نعته.

1 / 38