دخلوا في هؤلاء على حلف، وكانت عند حُكيم امرأةٌ من بني
سليط، فولَدت له بشِيرًا، وكانوا حُلفاء لهم. وأقبل حُكيم مع بني سليط، ودون الموقف الذي به جرير
أُكَيمةٌ، قال حكيم: فلما أوفَيتُها سمعته يقول:
لا يتَّقي حُولاَ ولا حَواملا ... يترك أَصفان الخُصى جَلاجِلا
فقلت لهم: لقد جَلجل الخُصى جَلجَلة، عرفت أنه بحرٌ لا يُنكش. يقال هو بحرٌ لا يُنكش ولا يُفثج،
ولا يُؤبى، ولا يُغضغض، ولا يُغرَّض، ولا يُنكف، ولا يُنزح بمعنى واحد، ولا يَمكُل، ولا يُنالُ عَربُه.
وأنشد لطُفيل بن عوفِ الغَنويِّ:
ولا أقولُ وقعرُ الماءِ ذو عَرَبِ ... من الحرارةِ إن الماءَ مشغولُ
فانصرفتُ وقلت: أيمِ الله لا جَلجَلتني اليوم. ولَحِم التهاجي بين غَسان بن ذُهيل وبين جرير فقال
غسان:
لَعَمْري لَئن كَانَتْ بَجيلَةُ زَانَهَا ... جَريرٌ لَقَدْ أَخْزى كُلَيْبًا جَريرُهَا
وَما يَذْبُحون الشَّاةَ إلاَّ بِمَيْسرٍ ... طَويلًا تناجيَها صغيرًا قُدُورُهَا
يقول: يشتركون في الشاة كما يشترك الأيسارُ في الجزور. وتناجيها تشاورُها.
1 / 163