Sharh Nahj Balagha
شرح نهج البلاغة
Investigator
محمد عبد الكريم النمري
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1418 AH
Publisher Location
بيروت
لا سيف ذو الفقار
ولا فتى إلا علي
وما أقول في رجل أبوه أبو طالب سيد البطحاء ، وشيخ قريش ، ورئيس مكة ، قالوا : قل أن يسود فقير وساد أبو طالب وهو فقير لا مال له ، وكانت قريش تسميه الشيخ . | وفي حديث عفيف الكندي ن لما رأى النبي صلى الله عليه وآله يصلي يفي مبدأ الدعوة ، ومعه غلام وامرأة ، قال : فقلت للعباس : أي شيء هذا ؟ قال هذا ابن أخي ، يزعم أنه رسول من الله إلى الناس ولم يتبعه على قوله إلا هذا الغلام ، وهو ابن أخي أيضا ، وهذه المرأة وهي زوجته ، قال فقلت : ما الذي تقولونه أنتم ؟ قال : ننتظر ما يفعل الشيخ ، يعني أبا طالب ، وأبو طالب هو الذي كفل رسول الله صلى الله عليه وآله صغيرا ، وحماه كبيرا ، ومنعه من مشركي قريش ن ولقى لأجله عنتا عظيما ، وقاسى بلاء شديدا ، وصبر على نصره والقيام بأمره ، وجاء في الخير أنه لما توفي أبو طالب أوحى إليه عليه السلام وقيل له : اخرج منها ، فقد مات ناصرك . | وله مع شرف هذه الأبوة أن ابن عمه محمد سيد الأولين والآخرين وأخاه جعفر ذو الجناحين ، الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وآله ، ' أشبهت خلقي وخلقي ' فمر بحجل فرحا ، وزوجته سيدة نساء العالمين ، وابنيه سيدا شباب الجنة ، فآباؤءه أباء رسول الله ، وأمهاته أمهات رسول الله ، وهو مسوط بلحمه ودمه ، لم يفارقه منذ خلق الله آدم ، إلى أن مات عبد المطلب بين الأخوين عبد الله وأبي طالب ، وأنهما واحدة ، فكان منهما سيد الناس ، هذا الأول وهذا التالي ، وهذا النتذر وهذا الهادي . | وما أقول في رجل سبق الناس إلى الهدى ، وآمن بالله وعبده ، وكل من في الأ { ض يعبد الحجر ويجحد الخالق لم يسبقه أحد إلى التوحيد إلا السابق إلى كل خير محمد رسول الله صلى الله عليه وآله . ذهب أكثر أهل الحديث إلى أنه عليه السلام أول الناس اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وآله إيمانا به ، ولم يخالف في ذلك إلا الأقلون ، وقد قال هو عليه السلام : أنا الصديق الأكبر ، وأنا الفاروق الأول ن أسلمت قبل إسلام الناس ، وصليت قبل صلاتهم ، ومن وقف على كتب أصحاب الحديث تحقق ذلك وعلمه واضحا ، وإليه ذهب الواقدي وابن جرير الطبري ، وهو القول الذي رجحه ونصره صاحب كاتب الاستيعاب . | ولأنا إنما نذكر في مقدمة هذا الكتاب جملة من فضائله عنت بالعرض لا بالقص ، وجب أن يختصر ونقتصر فلو أردنا شرح مناقبه وخصائصه لاحتجنا إلى كتاب مفرد بمائل حجم هذا بل يريد عليه ، وبالله التوفيق . |
Page 26