292

Sharḥ Nahj al-Balāgha

شرح نهج البلاغة

Editor

محمد عبد الكريم النمري

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition

الأولى

Publication Year

1418 AH

Publisher Location

بيروت

ومن الآيات الواردة في ذلك قوله تعالى : ' يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ' .

ومنها قوله تعالى : ' فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ' .

ومنها قوله تعالى : ' إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ' .

ومنها قوله تعالى : ' الذين هم عن صلاتهم ساهون ، الذين يراؤون ويمنعون الماعون ' .

ومن الأخبار النبوية قوله صلى الله عليه وسلم ، وقد سأله رجل : يا رسول الله ، فيم النجاة ؟ فقال : ' ألا تعمل بطاعة الله وتريد بها الناس ' .

وفي الحديث : ' من راءى راءى الله به ، ومن سمع سمع الله به ' .

وفي الحديث : ' إن الله تعالى يقول للملائكة : إن هذا العمل لم يرد صاحبه به وجهي ، فاجعلوه في سجين ' .

وقال صلى الله عليه وسلم : ' إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ' ، قالوا : وما الشرك الأصغر يا رسول الله ؟ قال : ' الرياء ، يقول الله تعالى إذا جازى العباد بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤونهم في الدنيا ، فاطلبوا جزاءكم منهم ' .

وفي حديث شداد بن أوس : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يبكي ، فقلت : يا رسول الله ، ما يبكيك ؟ فقال : ' إني تخوفت على أمتي الشرك ، أما إنهم لا يعبدون صنما ولا شمسا ولا قمرا ، ولكنهم يراؤون بأعمالهم ' .

ورأى عمر رجلا يتخشع ، ويطأطئ رقبته في مشيته ، فقل له : يا صاحب الرقبة ، ارفع رقبتك ، ليس الخشوع في الرقاب .

ورأى أبو أمامة رجلا في المسجد يبكي في سجوده ، فقال له : أنت أنت لو كان هذا في بيتك ! وقال علي عليه السلام : للمرائي أربع علامات : يكسل إذا كان وحده ، وينشط إذا كان في الناس ، ويزيد في العمل إذا أثني عليه ، وينقص منه إذا لم يثن عليه .

وقال رجل لعبادة بن الصامت : أقاتل بسيفي في سبيل الله أريد به وجهه ومحمدة الناس ، قال : لا شيء لك ، فسأله ثلاث مرات ، كل ذلك يقول : لا شيء لك ! ثم قال في الثالثة : يقول الله تعالى : ' أنا أغنى الأغنياء عن الشرك . . . ' الحديث .

Page 106