Sharḥ Nahj al-Balāgha
شرح نهج البلاغة
Editor
محمد عبد الكريم النمري
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1418 AH
Publisher Location
بيروت
أفقره سماحه . . . وذلك الفقر الغنى
ومن أمثال الفرس : كل ما يؤكل ينتن ، وكل ما يوهب يأرج ، وقال أبو الطيب :
ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته . . . ما قاته وفضول العيش أشغال
في صلة الرحم
ثم إنه عليه السلام بعد أن قرظ الثناء والذكر الجميل ، وفضله على المال ، أمر بمواساة الأهل ، وصلة الرحم ، وإن قل ما يواسي به ، فقال : ألا لا يعدلن أحدكم عن القرابة . . . ، إلى آخر الفصل ، وقد قال الناس في هذا المعنى فأكثروا ، فمن ذلك قول زهير : ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله . . . على قومه يستغن عنه ويذمم
وقال عثمان : إن عمر كان يمنع أقرباءه وجه الله ، وأنا أعطيتهم ابتغاء وجه الله ، ولن تروا مثل عمر .
أبو هريرة مرفوعا : ' الرحم مشتقة من الرحمن ، والرحمن اسم من أسماء الله العظمى ، قال الله لها : من وصلك وصلته ، ومن قطعك قطعته ' ، وفي الحديث المشهور : ' صلة الرحم تزيد في العمر ' .
وقال طرفة يهجو إنسانا بأنه لا يصل الأباعد ويقطع الأقارب :
وأنت على الأدنى شمال عرية . . . شآمية تزوي الوجوه بليل
وأنت على الأقصى صبا غير قرة . . . تذاءب منها مزرع ومسيل
ومن شعر الحماسة :
لهم جل مالي إن تتابع لي غنى . . . وإن قل مالي لا أكلفهم رفدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهم . . . وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
ومن خطبة له في الحث على قتال الخوارج
الأصل : ولعمري ما علي من قتال من خالف الحق ، وخابط الغي ، من إدهان ولا إيهان . فاتقوا الله عباد الله ، وفروا إلى الله من الله ، وامضوا في الذي نهجه لكم ، وقوموا بما عصبه بكم ، فعلي ضامن لفلجكم آجلا إن لم تمنحوه عاجلا .
الشرح : الإدهان : المصانعة والمنافقة ، قال سبحانه : ' ودوا لو تدهن فيدهنون ' .
Page 197