Sharḥ Nahj al-Balāgha li-Muḥammad ʿAbduh
شرح نهج البلاغة لمحمد عبده
Edition Number
الأولى
Publication Year
1412 AH
Genres
[النص]
ولا أناة المتلكئ (1) فأقام من الأشياء أودها (2). ونهج حدودها (3) ولاءم بقدرته بين متضادها. ووصل أسباب قرائنها (4). وفرقها أجناسا مختلفات في الحدود والأقدار والغرائز والهيئات (5). بدايا خلائق أحكم صنعها (6) وفطرها على ما أراد وابتدعها (منها في صفة السماء) ونظم بلا تعليق رهوات فرجها (7). ولاحم صدوع انفراجها (8) ووشج بينها وبين أزواجها (9). وذلل للهابطين بأمره والصاعدين بأعمال خلقه حزونة معراجها (10). ناداها بعد إذ هي دخان. فالتحمت
[الشرح]
(1) الأناة تؤدة تمازجها روية في اختيار العمل وتركه، والمتلكئ المتعلل، يقول أجاب الخلق ربه طائعا مقهورا بلا تلكؤ (2) أودها اعوجاجها (3) نهج عين ورسم (4) قرائنها جمع قرينة وهي النفس، أي وصل حبال النفوس وهي من عالم النور بالأبدان وهي من عالم الظلمة (5) الغرائز الطبائع (6) بدايا جمع بدئ أي مصنوع (7) رهوات جمع رهوة أي المكان المرتفع ويقال للمنخفض أيضا، والفرج جمع فرجة. يقول قد فرج الله ما بين جرم وآخر من الأجرام السماوية ونظمها على ذلك بدون تعليق أحدها بالآخر وربطه به بآلة حسية (8) لاحم الخ ما كان في الجرم الواحد منها من صدع لحمه سبحانه وأصلحه فسواه، وذلك كما كان في بدء خلقة الأرض وانفصالها عن الأجرام السماوية وانفراج الأجرام عنها، فما تصدع بذلك أصلحه الله " أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما " (9) من وشج محمله إذا شبكه بالأربطة حتى لا يسقط منه شئ، أي أنه سبحانه شبك بين كل سماء وأجرامها وبين أزواجها أي أمثالها وقرنائها من الأجرام الأخرى في الطبقات العليا والسفلى عنها بروابط الماسكة المعنوية العامة، وهي من أعظم المظاهر لقدرته (10) الهابطين والصاعدين الأرواح العلوية والسفلية. والحزونة الصعوبة. وقوله ناداها الخ رجوع إلى بيان بعض ما كانت عليه قبل النظم. يقول كانت السماوات هباء مائرا
Page 166