Explanation of Nahj al-Balagha by Muhammad Abduh
شرح نهج البلاغة لمحمد عبده
Edition Number
الأولى
Publication Year
1412 AH
Genres
[النص]
الحروب (1) والدنيا كاسفة النور ظاهرة الغرور. على حين اصفرار من ورقها (2) وإياس من ثمرها. واغورار من مائها. قد درست منار الهدى.
وظهرت أعلام الردى. فهي متجهمة لأهلها (3) عابسة في وجه طالبها ثمرها الفتنة. وطعامها الجيفة. وشعارها الخوف ودثارها السيف (4) فاعتبروا عباد الله. واذكروا تيك التي آباؤكم وإخوانكم بها مرتهنون (5). وعليها محاسبون. ولعمري ما تقادمت بكم ولا بهم العهود. ولا خلت فيما بينكم وبينهم الأحقاب والقرون (6) وما أنتم اليوم من يوم كنتم في أصلابهم ببعيد والله ما أسمعهم الرسول شيئا إلا وها أنا ذا اليوم مسمعكموه. وما أسماعكم اليوم بدون أسماعهم بالأمس. ولا شقت لهم الأبصار ولا جعلت لهم الأفئدة في ذلك
[الشرح]
اعترم الفرس سطا ومال (1) وتلظ أي تلهب (2) هذا وما بعده تمثيل لتغيير الدنيا وإشرافها على الزوال ويأس الناس من التمتع بها أيام الجاهلية، واغورار الماء ذهابه ويروى أعوار مائها بالمهملة من قوله فلاة عوراء لا ماء بها (3) من تجهمه أي استقبله بوجه كريه (4) ثمرها الفتنة أي ليست لها نتيجة سوى الفتن، والجيفة إشارة إلى أكل العرب للميتة من شدة الاضطرار. والشعار من الثياب ما يلي البدن، والدثار فوق الشعار. ولما كان الخوف يتقدم السيف كان الخوف شعارا والسيف دثارا وأيضا فالخوف باطن والسيف ظاهر (5) تيك إشارة إلى سيئات الأعمال وبواطل العقائد وقبائح العوائد. وهم بها مرتهنون أي محبوسون على عواقبها في الدنيا من الذل والضعف (6) الأحقاب جمع حقب بالضم وبضمتين قيل ثمانون سنة وقيل أكثر وقيل
Page 157