Sharh Musnad al-Darimi

Marzuq al-Zahrani d. 1450 AH
11

Sharh Musnad al-Darimi

شرح مسند الدارمي

Publisher

بدون

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Genres

العاص ﵁ مسلما إلى رسول الله ﷺ، وأراد أن يبايعه على ذلك قال: «أبسط يمينك فلأبايعنك يا رسول الله، فبسط الرسول ﷺ يمينه، فقبض عمرو يده، فقال رسول الله ﷺ: مالك يا عمرو؟! قال عمرو ﵁: أردت أن أشترط، قال: تشترط ماذا؟ قال: أن يُغفر لي، فقال ﷺ: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله» (^١) وقد وعد الله ﷿ من تاب وآمن وعمل صالحا أن يبدل سيئاتهم حسنات، قال تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (^٢). قوله: «وَمَنْ أَسَاءَ فِي الإِسْلَامِ أُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخِرِ». ليس في هذا مخالفة لما أجمع عليه العلماء من أن الإسلام يجب ما قبله، عملا بما تقدم بيانه؛ لأن المراد من أساء في توبته من المآثم بالعودة إليها مرة أو مرات، لم تكن توبته نصوحا، فهذا لم يحقق شروط التوبة، فإن أي توبة كانت من كفر أو مما دونه يشترط لها ثلاثة شروط: الأول: الإقلاع عن الذنب، إن كان كفرا فبالإسلام، وإن كان مما دونه فبتركه مطلقا. والثاني: العزم على عدم العودة إلى ذلك أبدا. والثالث: الندم المستمر على الوقوع فيه فيما مضى، فمن أخلّ وعاد إلى ذنب تاب منه، فإنه إن مات على ذلك، كان مؤاخذا بما عمل قبل التوبة،

(^١) مسلم حديث (١٩٢). (^٢) الآية (٧٠) من سورة الفرقان.

1 / 12