تأثر الإمامُ محمد بوالده، فكان ذا معرفةٍ بعلوم اللغة والحديث والفقه، وظهرَ ذلك جليًّا في مؤلفاته التي تركها، ومنها:
١ - "شرح مصابيح السنة"، وسيأتي الحديث عنه.
٢ - "شرح وقاية الرواية في مسائل الهداية للإمام برهان الشريعة" (١)، وهو شرحٌ لطيفٌ، وقد كان والدُه الإمام عبد اللطيف قد شرحه أولًا، لكنه بقي مسودةً، قال حاجي خليفة: شَرَحَه عبدُ اللطيف بن عبد العزيز المعروف بابن ملك، ذكر في أوله أنه شرحه حين قرأه ابنُه جعفر، لكنه بقي في المسودة، فبيَّضه ابنُه محمد وقال: كان أبي قد ألَّف شرحًا للوقاية، لكن لما ضاعت النسخةُ التي بيَّضها قبل الانتشار خِفْتُ ضياعَ الئصنيف بالكلِّية، فكتبت من مسودتها مع بعض الإلحاقات شرحًا آخر، انتهى.
قال حاجي: ولهذا نرى في زماننا شرحين للوقاية منسوبين إلى ابن
_________
= "منار الأنوار في الأصول لحافظ الدين النسفي ت ٧١٠ هـ"، وعليه حواشي كثيرة، وغير ذلك من المؤلفات، وكانت وفاته سنة (٨٠١ هـ) على اختلاف في ذلك بين مترجميه.
انظر ترجمته في: "الضوء اللامع" للسخاوي (٤/ ٣٢٩)، و"الشقائق النعمانية" لطاش كُبري (ص: ٤٩)، و"كشف الظنون" لحاجي خليفة (ص: ٢٣١، ٣٧٥، ١٦٠١، ١٦٨٩، ١٨٢٥)، و"شذرات الذهب" لابن العماد (٧/ ٣٤٢)، و"الطبقات السنية في تراجم الحنفية" للغزي (٤/ ٣٨٣)، و"البدر الطالع" للشوكاني (١/ ٣٧٤)، و"هدية العارفين" للبغدادي (١/ ٦١٧)، و"الفوائد البهية في تراجم الحنفية" للكنوي (ص: ١٠٧)، و"الأعلام" للزركلي (٤/ ٥٩)، و"معجم المؤلفين" لكحالة (٦/ ١١).
(١) ذكره طاش كُبْري وحاجي خليفة والزركلي، قال اللكنوي في "الفوائد البهية" (ص: ١٠٧): وأخذ عنه - أي: عن عبد اللطيف - ابنه محمد بن عبد اللطيف شارح الوقاية، وهو شرح لطيف، جامع لمهمات المسائل، وموضحات الدلائل.
مقدمة / 12