وشافعي، فالحنفي أبو علي أحمد بن محمد بن إسحاق ... والشافعي أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل المعروف بالقفال مات سنة عشرة وثلاثمائة بالشاش^(١). سكن بغداد ودرَّس فيها، وتفقه على يد أبي الحسن الكرخي حتى أسند اليه مهمة التدريس بعد ما أصيب بالفالج في آخر عمره، وكان الكرخي يقول: ما جاءنا أحفظ من أبي علي، وذكر الصيمري حادثة تدل على قوة حفظه وفطنته، عن القاضي أبي محمد العُماني قال: حضرت مجلس أبي علي الشاشي، وقد جاءه أبو جعفر الهنداوني مُسَلِماً عليه فيما قام إليه الشاشي، فأخذ أبو جعفر يمتحن الشاشي، ويختبره بمسائل الأصول، وكان الجواب على طرف لسان أبي علي الشاشي، فلما فرغ أبو جعفر، امتحنه الشاشي بشيء من مسائل النوادر، فلم يجده حافظاً لها، فكان ذلك سبباً في حفظ أبي جعفر الهنداوني للنوادر، فلما أراد أبو جعفر الانصراف، قال للشاشي جئتك زائراً لا متعلماً، فلما قام نهض له أبو علي^(٢). توفي أبو علي الشاشي سنة ٣٤٤ هـ، وقد أوصى أن تفرق كتبه ودفاتره على أصحابه، ويتصدقوا بتركته وكان تسع مائة درهم، وأن لا يجلسوا له في عزاء، ففعلوا^(٣).