Sharh Ma Bacd Tabica

Averroes d. 595 AH
96

Sharh Ma Bacd Tabica

شرح ما بعد الطبيعة

قال ارسطو ونحن نرا ان اعسر ما فى هذه المسائل نظرا واكثر ما نحن اليه مضطرون لنعلم به الحق ان نفحص هل الهوية والواحد جواهر الهويات وكل واحد منهما ليس ينسب الى شىء اخر بل احدهما هوية والاخر واحد ام ينبغى ان نطلب ما الهوية وما الواحد طلبا كان طبيعة اخرى موضوعة لهما فان من الناس من ظن ان طبيعتهما كذلك ومنهم من ظن غير هذا فاما افلاطون والفيثاغوريون فلم يزعموا ان الهوية والواحد شىء اخر بل زعموا ان هذا طباعهما كان جوهرهما ان يكونا واحدا وهويا واما اصحاب العلم الطبيعى مثل ابن دقليس فانه نسب الواحد الى شىء اخر اوضح ويزعم ان الواحد هو الهوية وخليق ان يقول ان هذا الواحد هو المحبة فانه زعم ان المحبة هى علة ان تكون جميع الاشياء واحدة واخرون زعموا ان هذا الواحد والهوية هما نار وزعم غيرهم انه هواء ومنه تكونت وتولدت الهويات وكذلك زعم الذين قالوا ان الاسطقسات كثيرة فان هولاء يضطرون ان يقولوا ان الواحد والهوية اشياء كثيرة على عدد الاوائل التى يقولون انها وان زعم احد ان الواحد والهوية ليسا جواهر لشىء من الاشياء يعرض الا يكون شىء من سائر الكليات جوهرا لشىء من الاشياء لان الواحد والهوية اوجب كلية من سائر الاشياء فاما ان لم يكن الواحد قائما بذاته ولا الهوية قائمة بذاتها فليس شىء اخر قائما بذاته خلا الاشياء الجزئية وايضا ان لم يكن الواحد جوهرا فمعلوم انه ليس ايضا بعدد مفترق من الاعداد كانه طبيعة من الطبائع منفردة من الهويات وذلك ان العدد احاد فاما الواحد فهو شىء منفرد بذاته قائم فاذا كان شىء هو الواحد وهو الهوية فمضطر ان يكون جوهرهما الواحد والهوية لانه ليس يقال عليهما شىء اخر كلى بل تقال هى على ذاتها ولا يمكن ان قال قائل ان الواحد والهوية شىء واحد فعليه مسائل كثيرة غامضة منها كيف يمكن ان يكون شىء اخر غير هذه اعنى كيف يمكن ان تكون الاكوان اكثر من واحد لانه ليس لغير الهوية كينونة ولذلك يعرض ان تكون الهويات شيئا واحدا اضطرارا مثل ما قال برمنيدس وان يكون هذا الواحد هو الهوية فعلى اى الجهتين قيل ذلك فهو عسر صعب لانا ان قلنا ان الواحد ليس بجوهر وان قلنا ان الواحد شىء قائم بذاته فليس يمكن ان يكون العدد جوهرا ان لم يكن الواحد جوهرا واما ان قال قائل ان العدد جوهر ففى هذا مسئلة غامضة وهى المسئلة التى تسئل عن الهوية فانه يسئل عن الهوية هل هو شىء اخر غير الواحد ام هو الواحد ومضطر ان لا تكون الهوية واحدة ومضطر ايضا ان تكون جميع الهويات اما واحدة واما كثيرة مركبة من احاد وايضا ان كان هذا الواحد غير منقسم فهو على ما يرى ذنين ليس بشىء البتة لانه يزعم ان الشىء الذى لا يزاد عند الزيادة عليه ولا ينقص اذا نقص منه فليس ذلك من الهويات فمعلوم ان الهويات على زعمه عظم فان كانت الهويات عظما فهو عظم جرمى لان العظم الجرمى هو الهوية بجميع الجهات واما سائر الاشياء فمنها ما اذا ركبت كان منها عظم ومنها ما اذا ركبت لم يكن منها عظم على قوله فانه يزعم ان البسيط والخط اذا ركبا كان منهما عظم واما النقطة والواحد فلا يكون من تركيبهما عظم البتة فلما كان هذا اعنى ذينون يعنت فى قوله ويرى رايا ملتبسا وقد يمكن ان يكون شىء لا ينقسم يجب علينا ان نجيبه على هذا القول ببعض الاجابة ونقول ان الواحد اذا زيد عليه شىء لا يكون اكبر ولاكنه يكون اكثر فلذلك لا يكون عظما لانه كيف يمكن ان يكون عظم من مثل هذا الواحد ومن اشياء كثيرة ليست هذا الواحد ومن قال بهذا القول كان قوله شبيها بقول القائل ان الخط مركب من نقط وان ظن احد ان ذلك كذلك وان العدد يكون من هذا الواحد ومن شىء اخر ليس بواحد كقول بعض الناس فليطلب لم لا يكون هذا فى العدد فى بعض الاجناس عددا وفى بعض عظما ان كان الذى ليس بواحد مساويا للواحد وطبيعتهما واحدة فانه ليس بمعلوم كيف يمكن ان تكون الاعداد من شىء واحد ومن شىء اخر ليس بواحد ولا كيف يمكن ان تكون الاعظام من شىء من العدد ومن هذا الشىء الذى ليس بواحد التفسير قوله هل الهوية والواحد جواهر الهويات وكل واحد منهما ليس ينسب الى شىء اخر بل احدهما هوية والاخر واحد يريد وهذا الفحص هو ان نطلب هل الهوية اى الموجود والواحد يدلان من الهويات اى الموجودات على جواهرهما وكل واحد مما يدلان عليه ليس ينسب الى شىء اخر من الموجودات على انه موضوع لما يدل عليه اسم الواحد والموجود ام يدلان من الموجودات على اشياء قائمة بغيرها اى على اشياء في موضوع وهذا هوالذى دل عليه بقوله ام ينبغى ان نطلب ما الهوية وما الواحد كان طبيعة اخرى موضوعة لهما يريد اى حتى يكون متى طلبنا حد الهوية والواحد حددناهما على نحو ما تحد الاشياء التى هى قائمة بطبيعة اخرى ثم قال فان من الناس من ظن ان طبيعتهما كذلك يعنى ان من الناس من ظن ان اسم الواحد والموجود يدلان من الاشياء على طبائع قائمة بغيرها ثم قال ومنهم من ظن غير هذا يعنى من ظن انهما يدلان من الاشياء على طبائع قائمة بذاتها ثم قال فاما افلاطون والفيثاغوريون فلم يزعموا ان الهوية والواحد شىء اخر بل زعموا ان هذا طباعهما كان جوهرهما ان يكونا واحدا وهوية يريد فاما افلاطون والفيثاغوريون فلم يروا ان اسم الواحد والموجود يدلان من الموجودات على طبائع مركبة بل زعموا ان كل واحد منهما يدل على معنى واحد اى بسيط غير مركب يريد لا على واحد مركب كما تدل عليه الاسماء المشتقة ثم قال واما اصحاب العلم الطبيعى مثل ابن دقليس فانه نسب الواحد الى شىء اخر اوضح ويزعم ان الواحد هو الهوية يريد واما اصحاب العلم الطبيعى مثل ابندقليس وغيره فانهم وافقوا الفيثاغوريين وافلاطون فى ان اسم الواحد والموجود يدلان من الاشياء على طبائع واحدة وبسيطة لا كن اصحاب العلم الطبيعى قالوا فى هذا الواحد قولا اوضح وابين مما قاله الفيثاغوريون وانما قال ذلك لان الفيثاغوريين قالوا ان هذا الواحد والموجود الذى هو جوهر الموجودات هو العدد نفسه وقال افلاطون انه الصور العددية واما اصحاب العلم الطبيعى فانهم جعلوا الواحد والموجود هو اسطقس الاشياء المحسوسة وذلك بحسب اعتقادهم فى الشىء الذى يرون من المحسوسات اسطقسا لجميعها اما النار على قول بعضهم او الهواء او الماء ولما كان ابندقليس يجعل علة الواحد المحسوس هى المحبة وهو شىء اختص به من بين جميع الطبيعيين قال ويزعم ان هذا الواحد هو المحبة فانه زعم ان المحبة علة ان تكون جميع الاشياء واحدة يريد انه لما اعتقد ان المحبة هى العلة الموجبة لتصيير جميع الاشياء واحدا كانت هى احق بمعنى الواحد لان ما هى علة للوحدانية هى واحدة بذاتها واولا وقوله واخرون يزعمون ان هذا الواحد والهوية هما نار وزعم غيرهم انه هواء ومنه تكونت وتولدت الهويات يشير بذلك الى الذين كانوا قبل ابن دقليس وهم الذين لم يدخلوا سببا فاعلا ولا قالوا به ثم قال وكذلك الذين زعموا ان الاسطقسات كثيرة يريد ان هولاء يرون ايضا ان اسم الواحد والموجود المقول بتقديم وتاخير يدلان من الاشياء على عدد الاسطقسات ولما كان هولاء يلزمهم ان يقولوا ان اسم الواحد والموجود لا يدلان على شىء واحد كما كان يزعم من قبلهم من القدماء حتى اعتقد برمنيدس من قبل ذلك الا كثرة هاهنا اصلا وان الموجود بسيط غير مركب وواحد وانه لا اسطقس له قال فان هولاء يضطرون ان يقولوا ان الواحد والهوية يدلان على اشياء كثيرة على عدد الاوائل التى يقولون انها يريد فان هولاء لما جعلوا الواحد والهوية يدلان على اوائل الاشياء ولما جعلوا اوائل الاشياء كثيرة لزمهم ان يقولوا ان اسم الواحد والهوية يدلان على معان كثيرة مثل انه نار وهواء وماء وارض عند من اعتقد ان هذه الاسطقسات الاربع هى اوائل لجميع الموجودات ولما فرغ من ذكر من يعتقد ان الواحد والموجود يدلان على الجواهر القائمة اى التى طبيعتها غير طبيعة الواحد اخذ يذكر ما يلزم من الشك ايضا لمن قال انهما ليسا يدلان من الاشياء على جواهر فقال وان زعم احد ان الواحد والهوية ليسا بجواهر لشىء من الاشياء يعرض الا يكون شىء من الكليات جوهرا لشىء من الاشياء يريد وان زعم زاعم ان اسم الواحد المحمول على جميع الاشياء والموجود ليسا يدلان من الاشياء على جواهر لزم الا يكون شىء من الكليات يدل على جواهر الاشياء فتبطل البراهين والحدود لان الواحد والهوية كما قال اكثر كلية من سائر الاشياء واوجب ثم قال فاما ان لم يكن الواحد قائما بذاته ولا الهوية قائمة بذاتها فليس شىء اخر قائما بذاته ما خلا الاشياء الجزئية يريد وايضا ان لم يكن الواحد الكلى والموجود يدلان على جواهر قائمة بذاتها لم يكن هاهنا واحد هو جوهر الا الاشياء الجزئية ثم قال وايضا ان لم يكن الواحد جوهرا فمعلوم انه ليس ايضا بعدد مفترق من الاعداد كانه طبيعة من الطبائع منفردة من الهويات يريد وايضا ان فرضنا الواحد ليس يدل على جوهر بل على طبيعة محسوسة فبين انه ليس يمكن ان يكون هاهنا عدد مفارق قائم بذاته منفرد عن الاشياء المعدودة يريد على ما يضعه من جعل الاعداد طبائع قائمة بذاتها مفترقة من المعدودات كما يقول ذلك اصحاب الاعداد ثم اتا بسبب ذلك فقال وذلك ان العدد احاد يريد والسبب فى ذلك ان العدد هو كثرة احاد فان كانت الاحاد لا تدل على شىء موجود لم يكن العدد شيئا موجودا فضلا عن ان يكون شيئا مفارقا ثم اخذ يذكر الشكوك التى يشكك بها على من يجعل الواحد الجوهرى يدل على معنى كلى فقال فاما الواحد فهو شىء منفرد قائم بذاته يريد فاما الواحد فانما يفهم منه انه معنى قائم بنفسه ليس له موضوع ولا له وضع فهو اذا جوهر واحد اى جزئى ثم قال فاذا كان شىء هو الواحد والهوية فمضطر ان يكون الواحد والهوية جوهرا يريد واذا كان اسم الواحد واسم الهوية او الموجود يدلان على معنى واحد بالعدد فمضطر ان تكون الهوية والواحد يدلان على جوهر جزئى واحد بالعدد ثم قال لانه ليس يقال عليهما شىء اخر كلى بل تقال هى على ذاتها يريد واذا كان الواحد والموجود جوهرا وكان ليس لهما كلى جوهرى يحمل عليهما من طريق ما هو فبين ان الواحد والموجود يدلان على جوهر واحد بالعدد ثم قال ولا يمكن ان قال قائل ان الواحد والهوية شىء واحد فعليه مسائل غامضة يريد ولا يمكن ان يقال ان الواحد والهوية يدلان على جوهر واحد بالعدد لان قائل ذلك تلحقه شكوك كثيرة حلها غامض او غير ممكن ثم اخذ يعدد الشكوك فقال منها كيف يمكن ان يكون شىء اخر غير هذه اعنى كيف يمكن ان تكون الاكوان اكثر من واحد لان الموجود واحد ولذلك يعرض ان تكون الهويات شيئا واحدا اضطرارا مثل ما قال برمنيدس يريد انه ان كان الواحد والموجود يدلان على جوهر واحد بالعدد فكيف تكون الاشياء المتكونة فى الجوهر لان المتكون هو اخر غير الموجود الواحد فيكون الواحد اثنان فاكثر لان الاكوان انما هى فى الجوهر لا فى الاعراض وانما اراد به انه لو كان فى الاعراض لم يلزمهم ان يكون الموجود واحدا لأن الموجود انما ينطلق عندهم على الجوهر ثم قال فعلى اى الجهتين قيل ذلك فعسر صعب يريد واذا قلنا ان الواحد يدل على واحد بالعدد اى على غير كثيرين فعلى اى جهة قيل ذلك هو صعب اى انه ان قيل انه يدل على جوهر او على ما ليس بجوهر وذلك انه ان قيل على جوهر ارتفعت الكثرة اصلا وان قيل على غير جوهر ارتفعت الوحدات التى هى جواهر وامتنع ان يكون العدد جوهرا على مذهب من يقول ذلك وانما اقتصر فى هذه المعاندة على وضع من يعتقد ان العدد جوهر لانه ان لم يعتقد قائل هذا ان العدد جوهر فيلزمه الا يوجد واحد هو جوهر ولا غيره فى الجوهر اصلا وذلك خلاف ما يحس وان جعل العدد جوهرا وموجودا لحقته المسئلة بعينها التى اوجبوا من قبلها ان الواحد والموجود يدل على معنى واحد بالعدد وهى الا يكون هناك كثرة اصلا لانه لا يخلوا ما يدل عليه اسم الموجود من ان يكون دالا على واحد بالعدد او على كثرة فان كان دالا على واحد بالعدد فالموجود واحد بالعدد وهو قول برمنيدس وان كان يدل على كثرة فالواحد كثير وذلك مستحيل لان كل شىء اما ان يكون واحدا واما كثيرا وهذا هو الذى دل عليه بقوله واما ان قال قائل ان العدد جوهر ففى هذا مسئلة غامضة الى قوله وجميع الهويات اما واحدة واما كثيرة مركبة من احاد وهذه الشكوك كلها انما كانت لازمة للقدماء لانهم ما كانوا يفهمون من اسم الواحد الا معنى واحدا مقولا بتواطؤ وبرمنيدس كان يفهم مع هذا انه واحد جزئى وهذه الشكوك تنحل بان اسم الواحد والموجود يقالان على انحاء كثيرة على ما عاند به ارسطو برمنيدس فى المقالة الاولى من السماع الطبيعى فهذه كانت حيرة القدماء فى الواحد وتضلالهم فيه هذا الضلال ولما كان منهم من شذ ايضا فابطل وجود الواحد شرع فى التكلم معه فقال وايضا ان كان هذا الواحد غير منقسم فهو على ما يرى زنين ليس بشىء البتة لانه يزعم ان الشىء الذى لا يزداد عند الزيادة عليه ولا ينقص اذا نقص منه فليس ذلك من الهويات يريد ان هذا الرجل كان يقول اذا كان معلوما من امر الواحد انه غير منقسم وكان ما هو بهذه الصفة لا يزيد عند الزيادة عليه ولا ينقص لانه يصير منقسما فاذا كان لا يقبل الزيادة ولا النقصان وجب الا يكون موجودا لانه كان يزعم ان الموجود هو الذى يقبل الزيادة والنقصان ثم اخذ فى معاندته فقال فمعلوم ان الهويات على زعمه عظم يريد انه يلزم على قوله ان الموجود هو ما يقبل الزيادة والنقصان الا يكون الموجود شيئا غير العظم ثم قال فان كانت الهويات عظما فهو عظم جرمى لان العظم الجرمى هو الهوية بجميع الجهات يريد وكان يقول على هذا فان كان الموجود هو الذى يقبل الانقسام فالذى يقبل الانقسام فى جميع الجهات وهو الجسم هو الموجود بالحقيقة ثم قال واما سائر الاشياء فمنها ما اذا ركبت كان منها عظم ومنها ما اذا ركبت لم يكن منها عظم على قوله فانه يزعم ان البسيط والخط اذا ركبا كان منهما عظم واما النقطة فلا يكون منها عظم البتة يريد وكان يقول ان ما عدى الجسم مما ليس يتركب منه الجسم فليس موجودا اصلا وهذه هى حال الواحد والنقطة واما السطح والخط فكانا عنده من الموجود اذ كان عنده يتركب منهما الجسم ولما حكى قوله وكان صعب الحل اخذ في حله فقال فلما كان زنين يعنت فى قوله ويرا رايا ملتبسا وغير ممكن ان يكون شىء لا ينقسم فيجب علينا ان نجيب على هذا القول ببعض الاجابة يقول فلما كان قول هذا الرجل قولا شديد الالباس يوهم ان ما لا ينقسم ليس هو موجودا فيجب علينا ان نجيبه بعض الاجابة فقال ونقول ان الواحد اذا زيد عليه شىء لا يكون اكبر ولكنه يكون اكثر فلذلك لا يجب ان يكون عظما يريد ان قول زنين ان الواحد لا يزاد عليه من قبل انه ان قبل الزيادة صار اكبر فانقسم ولم يبق واحدا ليس بقول صحيح بل نقول انه يزاد عليه فيصير اكثر لا اكبر فلذلك لا يجب ان يصير خطا فيقبل الانقسام كما زعم هذا الرجل ثم اتا بالعلة التى من قبلها وجب الا يكون منه عظم فقال لانه كيف يمكن ان يكون عظم من مثل هذا الواحد ومن اشياء كثيرة ليست بهذا الواحد يريد لانه اذا زيد على الواحد لم يمكن ان يكون عظم لان الاعظام ليس يمكن فيها ان تتولد من واحد ولا من اشياء كثيرة غير الواحد يعنى انه ليس يلتئم من الواحد لا مع الواحد ولا مع شىء من الاشياء عظم لان العظم من طبيعة المتصل والواحد من طبيعة المنفصل ثم قال ومن قال بهذا القول كان قوله شبيها بقول القائل ان الخط مركب من النقط يريد ومن قال ان الزيادة على الواحد توجب ان يكون من الواحد ومن المزيد عليه عظم هو مثل قول من قال ان الاعظام مركبة من النقط وبالجملة مما لا ينقسم وهو قول قد فرغ من ابطاله ثم قال وان ظن احد ان ذلك كذلك وان العدد يكون من هذا الواحد ومن شىء اخر ليس بواحد كقول بعض الناس فليطلب لم لا يكون هذا فى العدد فى بعض الاجناس عددا وفى بعض عظما ان كان الذى ليس بواحد مساويا للواحد وطبيعتهما واحدة يريد فان قال احد فى الرد على ذنين ما جرت به عادة بعض الناس ان يقولوا ان العدد والعظم مركبان من الواحد ومما ليس بواحد قيل له لم يركب من الواحد ومما ليس بواحد جنسان مختلفان احدهما العدد والاخر العظم وطبيعة الواحد ولا واحد التى ركب منها العدد مساوية لطبيعة الواحد ولا واحد التى ركب منها العظم يريد انه يلزم هذا الوضع ان تكون الاشياء المختلفة بالنوع اسطقساتها متفقة بالنوع وذلك شنع ثم قال فانه ليس بمعلوم كيف يمكن ان تكون الاعداد من شىء واحد ومن شىء ليس بواحد وطبيعته مخالفة لطبيعة الواحد ولا كيف يمكن ان تكون الاعظام من شىء من العدد ومن هذا الشىء الذى ليس بواحد يريد اذا قلنا ان معنى ليس بواحد انه ليس له طبيعة الواحد بل ضده لم يمكن ان يتركب منه لا عظم ولا عدد لان امثال هذه الاضداد لا تختلط

Page 275