Sharh Ma Bacd Tabica

Averroes d. 595 AH
94

Sharh Ma Bacd Tabica

شرح ما بعد الطبيعة

قال ارسطو ولسائل ايضا ان يسأل عن الاوائل بهذه المسئلة الغامضة ويقول ان كانت الاوائل واحدة بالصورة فليس شىء واحد بالعدد ولا الواحد الكائن وان كان ذلك كذلك فليس شىء واحد من الاشياء محمولا على جميع الاشياء فكيف يمكن ان يكون معرفة او علم واما ان كانت جميع الاوائل واحدة بالعدد ولم تكن اوائل بعض الاشياء غير اوائل بعض كاوائل الاشياء المحسوسة كقولنا ان هذه النغمة وغيرها واحدة بالصورة واوائلها واحدة بالصورة مختلفة بالعدد فان لم تكن اوائل الهويات مثل هذه بل هى واحدة بالعدد لا يجب ان يكون شىء اخر غير الاسطقسات فانه لا فصل بين القول الذى يقول واحد بالعدد وبين الذى يقول لكل واحد جزئى لانا انما نقول لكل واحد جزئى الواحد بالعدد ونقول كلى للذى هو محمول على هذه الجزئية ومثال ذلك انه لو كانت اسطقسات الصوت محدودة بالعدد لكانت الحروف جميعا على عدد الاسطقسات ولم تكن مضعفة ولا اكثر من ذلك التفسير هذه المسئلة هى القائلة هل اوائل الاشياء المحسوسة هى كلها واحدة بالصورة ام هى كلها واحدة بالعدد فهو يقول انه ان كانت كلها واحدة بالصورة لم يكن هاهنا شىء واحد بالعدد ولا الواحد المتكون وذلك غاية الشناعة واذا لم يكن هاهنا واحد جزئى لم يكن هاهنا كثرة جزئية واذا لم تكن هاهنا جزئيات لم يكن هاهنا كلى واذا لم يكن هاهنا كلى لم يكن هاهنا علم فهذا ما يلزم من وضع الاوائل واحدة بالصورة من الشنيع ثم شرع فيما يلزم عن وضعها واحدة بالعدد فقال واما ان كانت جميع الاوائل واحدة بالعدد ولم تكن اوائل بعض الاشياء غير اوائل بعض كاوائل الاشياء المحسوسة كقولنا ان هذه النغمة وغيرها واحدة بالصورة واوائلها واحدة بالصورة مختلفة بالعدد يريد واما ان كانت اوائل الاشياء المحسوسة كل واحد منها واحد بالعدد ولم يكن بعضها واحدا بالصورة ولا مختلفا بالصورة كالحال فى اوائل الامور المحسوسة وفى الامور المحسوسة انفسها ولم يكن هنالك واحد بالصورة اصلا وكانت المبادى كلها واحدة بالعدد لم يكن هنالك شىء غير الاسطقسات انفسها ˺فان لم تكن اوائل الهويات مثل هذه بل هى واحدة بالعدد لا يجب ان يكون شىء اخر غير الاسطقسات˹ ثم اتا بالسبب في ذلك فقال فانه لا فصل بين القول الذي يقول واحد بالعدد وبين الذي يقول واحد جزئى لانا نقول لكل واحد جزئى الواحد بالعدد ونقول كلى للذى هو محمول على هذه الجزئية يريد وانما وجب ذلك لان الواحد بالعدد مرادف لقولنا جزئى واذا لم تكن هذه المبادى الا جزئيات فليس هنالك كلى اصلا اى صورة واذا كان الامر كذلك لم يجب ان يكون هاهنا شىء غير الاول اذا وضعنا انه ليس هاهنا شىء غير الجزئيات لانه لا يكون من شىء واحد شىء مركب ولما كان لقائل ان يقول بل تكون الاوائل واحدة بالعدد فقط والمتولدة عنها كثيرة بالعدد اتا بالشناعة التى تلزم ذلك وهو ان تكون المتكونات على عدد الاوائل لا اكثر منها فقال ومثال ذلك انه لو كانت الى قوله ولا اكثر من ذلك يريد انه لو كانت اسطقسات الصوت محدودة بالعدد اى جزئية لكانت الاصوات على عدتها ولم يتولد عن الحروف التى هى اربعة وعشرون اكثر من عددها

[15] Textus/Commentum

Page 246